فضاءات

في ملتقى الخميس الإبداعي .. فرحان قاسم عن ثورة تموز 1958 وإنجازاتها

غالي العطواني
ضيّف ملتقى الخميس الإبداعي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الأسبوع الماضي، عضو مجلس محافظة بغداد الرفيق فرحان قاسم، الذي تحدث عن ثورة 14 تموز 1958، في مناسبة الذكرى 59 لانطلاق شرارتها.
حضر الجلسة التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، جمع من المثقفين والأدباء والناشطين المدنيين. فيما أدارها الشاعر والإعلامي عدنان الفضلي، الذي نوه في مستهل حديثه بأن "جلسة هذا اليوم تأتي احتفاء بثورة 14 تموز 1958، وما حققته من إنجازات خلال فترة حكمها التي تقل عن 5 سنوات، مقارنة بما يحصل الآن في عراق ما بعد 2003 من ترد خدمي وأزمات متعاقبة".
الرفيق فرحان قاسم وفي معرض حديثه، ذكر ان هناك مفاهيم كثيرة متقاطعة مع بعضها، ظهرت لتوصيف ما حدث في صبيحة الرابع عشر من تموز 1958، بعضها يشير إلى انه "ثورة" والبعض الآخر يعتبره "انقلاب".
وأضاف قائلا ان تأسيس الدولة العراقية عام 1921 كان تحت ظل الاحتلال البريطاني، وان الكثير من الأزمات مرت على الشعب العراقي بعد تأسيس دولتهم، مشيرا إلى ان تلك الأزمات تعلل سبب اختيار مفهوم "الثورة" كتوصيف دقيق لما حدث في الرابع عشر من تموز.
وأوضح قاسم ان الشعب العراقي عانى خلال الحقبة الملكية ظروفا اقتصادية صعبة، وان بريطانيا استطاعت تحقيق مشروعها في بناء الدولة العراقية الجديدة على النحو الذي يخدمها في جعل العراق تابعا لها، والاستحواذ على مكامن النفط فيه.
ولفت إلى ان الاقتصاد العراقي قبل الثورة، كان متخلفا لأسباب عديدة، من بينها بلوغ رأسمال القطاع الصناعي الأجنبي عام 1951، 100 مليون دينار، بينما كان رأسمال القطاع الصناعي العراقي يبلغ في العام نفسه مليون دينار فقط، ورأسمال القطاع الصناعي الخاص كان يبلغ 4 ملايين دينار فقط، مبيّنا ان رأسمال القطاع الصناعي العراقي بصورة عامة كان يشكل 5 في المائة فقط من الرأسمال المستخدم في الصناعة، فيما يشكل رأس المال الأجنبي 95 في المائة.
وذكر قاسم ان معدل الدخل القومي لكل فرد في العراق بعد الحرب العالمية الثانية، وحتى عام 1957، كان يبلغ بين 20 و30 باونا استرلينيا، وان هذا المعدل الواطئ للفرد انعكس على كمية الغذاء ونوعيته، وعلى نسبة الوفيات والحالة الصحية والاجتماعية والثقافية للفرد.
وتابع قائلا ان عدد المصابين بـ "التراخوما" في العراق عام 1956، بلغ 54.660، وبـ "الملاريا" 24.866، وبـ "الدزنتري" 41.201، في حين بلغ عدد المصابين بالسل الرئوي 500 ألف، لافتا إلى ان نسبة الأطباء في العراق كانت تمثل طبيبا واحدا لكل 5800 شخص، وان عدد المستشفيات الأهلية والحكومية في عموم البلد خلال عام 1957، كان 122 مستشفى فقط، وان 200 ألف عائلة تسكن "الصرايف"، و300 ألف عائلة تسكن بيوت الطين، فيما كانت نسبة العائلات التي تسكن في بيوت من الطابوق، تشكل 20 في المائة فقط من العائلات العراقية.
ونوه قاسم بأن نسبة الأمية في العراق خلال العام 1957 بلغت 95 في المائة، ونسبة العاطلين عن العمل بلغت 42 في المائة، مشيرا إلى ان العراق كان قبل يوم الرابع عشر من تموز 1958، يمثل نموذجا للتخلف الاقتصادي والاجتماعي.
وأوضح عضو مجلس محافظة بغداد، ان استخدام القوة في ازاحة النظام الملكي، جاء بعد أن فشلت جميع الطرق السلمية من التظاهرات والانتفاضات، التي كان النظام يواجهها بالأساليب الوحشية.
وفي سياق الجلسة تحدث مؤرشف ثورة 14 تموز هادي الطائي، عن الإنجازات التي حققتها الثورة في الميادين كافة، وركّز على الجانب الثقافي، حيث تأسيس أول اتحاد أدباء في العراق برئاسة الشاعر الجواهري الكبير، والزعيم عبد الكريم قاسم الذي كان رئيسا فخريا للاتحاد.
وفي الختام قدم د. عامر المسعودي شهادتي تقدير باسم الملتقى إلى الرفيق فرحان قاسم والمؤرشف هادي الطائي، فيما قدم لهما عضو المكتب التنفيذي للاتحاد آشور ملحم، لوحي الجواهري.