فضاءات

شباب "قافلة التحرير": الموصل تحتاج إلى اعمار عاجل وبناء وعي جديد

طريق الشعب
دعا الناشطون المدنيون الشباب المشاركون في "قافلة تحرير الموصل"، التي زارت قبل أيام مدينة النجف وعددا من المدن والمحافظات، إلى إجراء إعمار عاجل لمدينة الموصل، وبناء وعي جديد يمحو ما خلفته عصابات داعش الإرهابية من أفكار ظلامية متطرفة.
ورد ذلك في تصريحات قدمها ناشطو القافلة إلى "طريق الشعب"، التي رافقتهم من بغداد إلى الموصل.
ويواجه اهالي مدينة الموصل ظروفاً استثنائية صعبة، بعد تحرير مدينتهم عسكرياً من براثن داعش. فعلى إثر معركة كبيرة خاضتها القوات الأمنية ببسالة، ضد التنظيم الإرهابي لتحرير المدينة منه، دخل المواطنون الموصليون الى مدينتهم ليشاهدوا حجم الخراب الذي خلفته آلة الحرب، وهمجية الارهاب الدموي، حيث الدمار الذي لحق بالبنى التحتية والمباني الحكومية والأحياء السكنية والأسواق وبقية المرافق الخدمية.
وفي لقائها مع المشاركين في القافلة من ناشطي الموصل، وكذلك المبادرين فيها من بغداد والنجف، سجلت "طريق الشعب" تصريحات حول حجم الدمار الذي لحق بمدينة الموصل، والذي يتطلب من الجهات الحكومية القيام بإجراءات عاجلة وعلاجات سريعة لإعمار المدينة وإعادة الحياة إليها.
وكانت القافلة التي تضم مجموعة كبيرة من الناشطين الشباب، قد نهضت مباشرة بعد تحرير مدينة الموصل، ونظمت مبادرات إنسانية واجتماعية تطوعية عدة، لغرض نفض غبار الحرب عن المدينة، ولملمة ما تبقها من إرثها العريق.
وقدمت القافلة إلى بغداد واحتفلت في شوارعها ابتهاجا بتحرير الموصل كمبادرة جوابية على فعالية عيد الفطر الاحتفالية التي نظمها مبادرون من بغداد والمحافظات وسط مدينة الموصل بعيد تحريرها. وزارت القافلة يوم الجمعة 21 تموز، مدينة النجف و"مقبرة وادي السلام" حيث يرقد شهداء الحرب من أبناء القوات الأمنية والحشد الشعبي، الذين جادوا بأنفسهم مضحين في سبيل تحرير الموصل وأهلها من الإرهاب الداعشي.
يقول الناشط حامد السيد، أحد المبادرين في القافلة من بغداد، انهم انطلقوا في القافلة مع مجموعة تؤمن بالتعايش المدني السلمي بين اطياف المجتمع، مضيفا انه "لا ينبغي ان نستسلم في واقع ما بعد داعش، الى التقسيم او التحيز المذهبي. فتلك مغامرة لا ينجو منها احد، وهي ربما تكون بديلا عن الإرهاب".
ويضيف السيد ان استقبال مدينة النجف الموصليين، هو بطبيعة الحال أمر مهم في هذه المرحلة الحساسة التي يريد البعض استغلالها لتفتيت الهوية العراقية على اساس طائفي واثني، والسعي إلى انهاء الثقة بين المدن والمحافظات، وتوسيع الهوة في ما بينها، مشيرا إلى ان المبادرين لم يطلقوا "قافلة التحرير" كأسلوب لإثبات حسن النية من قبل الموصليين تجاه القوات الأمنية وحسب، "بل ان ما شاهدناه من حقائق وتلمسناه، هو الانحياز التام للتحرير الذي بادر إليه الموصليون المدنيون عقب خلاصهم من داعش".
وتابع قائلا ان القافلة برهنت لشباب الموصل، الذين ربما كان بينهم من يعتقد أو يؤمن بأن هناك من يرفضهم ولا يريد التساوي معهم أو التعاطف مع قضيتهم، ان الجميع يفتح أبوابه أمامهم، ويستقبلهم ويرحب بهم ويتضامن معهم، "وهذا ما عكسه استقبال أهالي الحلة والنجف للقافلة الموصلية"، مضيفا ان "الشباب العراقي برهن على أن له مسارا مرتبطا بتحمل المسؤولية التضامنية من أجل إعادة الروح إلى الوطن، وذلك عبر استجابته لمبادرات تتصل بترميم الجسور في ما بينه، وجعلها أقوى وأكثر تماسكا من ذي قبل".
واختتم السيد حديثه لـ "طريق الشعب" قائلا انه يرى من الضروري أن يستمر هذا التلاقي بين المناطق المحررة والمدن التي ضحى أبناؤها في سبيل التحرير، "ففي ذلك نتائج صالحة ومحفزة على الانسجام واحترام التعددية".
من جهتها قالت مسؤولة "منظمة الإحسان للتنمية والتطوير"، د. ساجدة الجبوري، انها رأت من خلال القافلة ومستقبليها، شبابا يطمح إلى الخروج من عزلته والاندماج في المجتمع، "لهذا رأينا استقبالا مبهجا وأيادي ممتدة من اجل المساعدة في إعادة الحياة لمدينة الموصل".
وأوضحت د. الجبوري ان مشاركة النساء على اختلاف أعمارهن، في القافلة، كان له وقع خاص.