تجري هذه الأيام الاستعدادات الفنية والتحضيرات اللازمة للانتهاء من تسجيل الفيلم الوثائقي الجديد الموسوم "جيفارا العراق"، الذي يروي قصة بطولة الشهيد الشيوعي خالد أحمد زكي ورفاقه الأحد عشر، في أهوار الغموكة نهار 28 أيار عام 1968، وما سطرته هذه الكتيبة من بطولات في مواجهة جيش الحكومة الدكتاتورية المجهز بأحدث الأسلحة والمعدات والطائرات.

والفيلم من إنتاج شركة آسيا سيل، وإعداد توفيق التميمي، وإخراج طالب محمود السيد وإدارة تصوير عمار العزاوي ومساعد المصور رائد تولي.

يقول التميمي في حديث صحفي أن "ان اقدامنا على انجاز هذا الفيلم، جاء ضمن مشروعي الوثائقي المشترك مع زميلي المخرج طالب السيد، في انجاز سلسلة من الافلام الوثائقية لتوثيق ابرز الرموز والشخصيات العراقية التي قدمت بصمات تاريخية وانجازات ساهمت في حركة التحول الاجتماعي والثوري لبلادنا".

واضاف قائلا ان "الشهيد خالد احمد زكي يستحق ببطولته وسيرة حياته "الجيفارية" ان يكون بطلا عراقيا تحتذي به الاجيال القادمة في مواجهتها للخراب والظلم"، متابعا قوله "خاصة ان حركة الكفاح المسلح كانت قد اصبحت خيارا شعبيا لدى الاغلبية الكبيرة من قواعد الحزب الشيوعي العراقي في منتصف ستينيات القرن السابق، بعد سلسلة من الصدمات والانكسارات التي مني بها الحزب".

وأشار معد الفيلم إلى ان "حركة الشهيد خالد احمد زكي ورفاقه واجهت الاهمال واللامبالاة والنسيان سواء عبر التوثيق التاريخي أم الدرامي أم الوثائقي، لاسباب مختلفة، حتى تكاد تكون الواقعة رغم اهميتها تاريخيا وسياسيا وعراقيا، منسية في ذاكرة الاجيال الجديدة وما احوجنا اليوم لاستعادة هذه البطولة التي قدمتها هذه الكتيبة من الشباب العراقي في وقت بالغ الحساسية والاهمية".

فيما اوضح المخرج طالب السيد انه منذ عام 2015، شرع في إجراء المقابلات والشهادات وتحضير المعادلات الصورية لنجاح الفيلم، وان فريق العمل سافر أخيرا إلى المنطقة التي جرى عليها الفصل الاخير من المعركة الفاصلة في نهر جويميسة جنوبي ناحية سيد دخيل في محافظة ذي قار، التي استشهد فيها البطل خالد احمد زكي ورفاقه، مضيفا ان "الجديد في الفيلم هو شهادة الضابط الذي قاد الهجوم ضد هذه الكتيبة قبل خمسين عاما، وإماطة اللثام عن حقائق جديدة تكشف لاول مرة عما عرف بانتفاضة اهوار الغموكة، ربما تجعل كتاب السيرة يعيدون النظر في كثير من الاحداث المتعلقة بها".