فضاءات

نساء تعمل تحت الظل....

ماجدة الجبوري
شيماء سميسم، التقيتها أول مرة في إحدى الدورات الفكرية في مقر الحزب الشيوعي العراقي ، عام ٢٠٠٦، كانت الأولى في الدورة.
نشيطة، مثابرة، تنتقي كلماتها بدقة، من خلال مداخلاتها، تمتلك خلفية ثقافية، قارئة ممتازة، جديرة بالإحترام.
حدثتني عن محاولاتها البسيطة في الكتابة، كما وصفتها، لكن حين قرأت كتاباتها، أيقنت إنها تمتلك أدوات الريبورتاج، و كتابة العمود الصحفي، ولها حس الصحفي.
وجدت لغتها بسيطة ومتمكنة، تصل للقاريء بسلاسة، كما يقال في الصحافه بيها" لزمه" كنت وقتها أعمل في صفحة المرأة، وصفحات أخرى من جريدة "طريق الشعب" .
بعدها كان لنا عمل مشترك بالجريدة، و خصص لها عمود، ساخر وثابت في صفحة حياة الشعب، تنتقد فيه ما يحصل من تشوّهات مجتمعية، من فساد، ومحاصصة، ومحسوبية.
عملت أيضاً في راديو الناس، كمعدّة، ومقدّمة، ومونتير برامج إذاعية ولا زالت، وعملها هذا تطوعي أيضاً.
نشطت في مجال منظمات المجتمع المدني، هي عضوة و ناشطة في رابطة المرأة العراقية، قدّمت الكثير للمنظمة، منها تعليم و تدريب أطفال مكتبة الطفل العراقي التابعة للرابطة، تعليمهم الموسيقى، واللغة الإنگليزية.
ما تفعله شيماء الآن عمل بطولي، إستطاعت مؤخراً جمع مجموعة من الشابات، والشباب في دورة تدريبية، نظمتها لتعلّم اللغة الانگليزية، في بغداد، وبالتحديد في مقر الحزب الشيوعي العراقي.
شيماء، لها ظروفها الخاصة، وحياتها ليست سهلة، كما إنها تسكن في منطقة غير مستقرة أمنياً، لكنها تمتلك عزيمة، وقوّة حديدية، و طاقة خلاّقة توظّفها في نشاطات مفيدة لمَن حولها.
تَبرعُ أيضاً في صناعة الأدوات المنزلية، من مزهريات، ومناظر جميلة، تستخدم موهبتها في إعادة الأشياء القديمة الى تحف فنية، تختار، وتزاوج بين الألوان بأبهى صورة.
شيماء من النساء اللواتي يعملن خلف الظل، لا تحب الدعاية، أو المظاهر، بل تعمل بهدوء، تعطي النصائح بدون منّه، لديها قلب ينبض بحب الناس الطيّبين. تحزن لحزنهم، وتفرح لفرحهم، هي أيضاً أم حنونة لعائلتها ومحبيها، إمرأة يفتخر بها حقاً.