فضاءات

حفل تأبيني في كندا بمناسبة اربيعينية الرفيق الدكتور صادق البلادي

طريق الشعب/اوتاوا
أقام الشيوعيون و الديمقراطيون العراقيون و اصدقاؤهم في العاصمة الكندية اوتاوا حفلاً تأبينياً بمناسبة أربعينية الرفيق الدكتور صادق البلادي الذي توفي في المانيا بتأريخ 7/7/2017. حضر الحفل التأبيني جمعٌ من ابناء الجالية العراقية المقيمة في العاصمة الكندية اوتاوا و أخرين قادمين من الولايات المتحدة الامريكية ومدن كندية بعيدة مثل تورونتو التي تبعد حوالي 400 كيلومتر و لندن اونتاريو التي تبعد حوال 600 كيلومتر.
تخلل الحفل التأبيني كلمات رثاء وتعازي بحق رفيقنا الراحل وأثره الفكري و الإنساني، استهلت بكلمة لرفيقنا السيد صفاء البلادي شقيق الفقيد الدكتور صادق البلادي وصف بها صدمة وألم فقدان هذه الشخصية الوطنية التي نحن بأمس الحاجة اليها في وقتنا الراهن قائلاً " كنت اتخيل بأن الموت لا يختار البشر الحقيقيين والمتفانين والمخلصين، لأن الموت يدرك بأن هؤلاء لا يهابونه او يحسبون له حساباً، لأن الراحل اختار طريق الأحرار والمضحين في سبيل وطنهم وحزبهم و هو حزب الفقراء والكادحين. كما ان الموت يدرك ايضاً بأن هؤلاء غير فائضين عن حاجات البشر، فقد كان اخي الراحل قد فتح قلبه وفكره الى هموم مرضاه ومعاناتهم، وكرس جهده ووقته في سبيل راحة الناس فاتحاً عيادته للجميع و مع ان عيادته هي مصدر رزقه الوحيد، فإنه يضطر لإغلاقها ليقوم بأعمال اجتماعية و خيرية في سبيل اللاجئين، فيكرس هذا اليوم لمساعدتهم في إكمال معاملاتهم ويحقق لهم ما يحتاجون اليه من مساعدات في مختلف الوسائل".

القى الدكتور موفق عبدالوهاب رساله التعزيه الموجهه من المكتب السياسي للحزب للشيوعي العراقي واصفاً رحيل الفقيد بالخسارة الوطنية " خسرته الصحافة الشيوعية، لاسيما مجلة الثقافة الجديدة التي كان عضواً في هيئة تحريرها وظل حتى رحيله واحداً من كتابها و المساهمين الفاعلين في تحريرها، برحيل الفقيد البلادي، خسرت جبهة ثقافتنا العراقية واحداً من شخصياتها التنويرية التي تركت بصمتها الجلية في المشهد الثقافي التقدمي العراقي".
و كانت هناك كلمة لمجلة الثقافة الجديدة ألقاها الرفيق الدكتور ثامر الصفار، سلط فيها الضوء على الأثر الذي تركه رحيل هذه الشخصية الوطنية الثرّة المعطاء و الإرث الفكري و الثقافي الذي تركه الفقيد قائلاَ " لقد كانت حياة الدكتور صادق على امتدادها الواسع، درساً كبيراً لأجيال عديدة من رفاقه و أحبته، وعزاؤنا ان الفقيد ترك لهؤلاء وغيرهم ايضاً كثر، إرثاً كبيراً من المواقف الأصيلة والذكريات الطيبة التي ستظل تتحدث عنه وتذكر به وتبقيه حياً دائم الحضور بيننا، هذا إضافة الى السلوك الإنساني الرفيع والروح الشفيفة التي لا تساوم على القيم والمبادئ الكبرى للرعيل الذي إنتمى اليه الفقيد وهو يناضل في صفوف الحزب الشيوعي العراقي ستة عقود ونيف من أجل وطن حر وشعب سعيد.
كما القى الرفيق الدكتور مزاحم مبارك مال الله كلمة نيابةً عن العيادة الطبية المجانية الجوالة، تطرق فيها الى عظيم خلق وبساطة الفقيد طيب الذكر قائلاً " هذا هو معلمنا صاحب الدروس الحياتية والفكرية البليغة يعبق بعطر الإنسان والوطن، حبيبنا صادق البلادي، لقد اجتمعت في شخصيته خصال أبتّ الا ان تكون خصال المؤثرين في التأريخ الباصمين فيه بصمات لا تمحى، لا تنسى شامخة دوماً في عقل و ذاكرة كل من عرفه وتعرف عليه، خصاله جميعاً عظيمة وأعظمها أصغر من الأخرى، فتواضعه و هدوءه وسكينته وتأمله وعمق تفكيره هي ما عرفه الناس بها. و بين الرفيق الدكتور مزاحم في كلمته مساهمة الدكتور في دعم هذه المبادرة الإنسانية (العيادة المجانية) قائلاً " قدٍم رفيقنا من أرض الإغتراب القسري الى بغداد من اجل دعم هذا المشروع، وكان من اوائل الذين آمنوا بهذا الفعل وقال: ستكون هذه المبادرة مؤسسة كبيرة، و الباب الذي يُفتح على مبادرات إنسانية اخرى تخدم المجتمع.
كما تحدث السيد مصلح طاهر وهو من وجهاء الجالية العراقية في مدينة اوتاوا عن تجربته و علاقته بالدكتور صادق البلادي القصيرة الامد الكبيرة بالمعاني و القيم " نتكلم اليوم عن ابو الفقراء و الايتام و المساكين، عن إنسان كرس حياته في معالجة المرضى ومساعدة المعدومين، عن من يبحث عن حقوق العمال و الفلاحين الذين لا حول لهم ولا قوة، رحيله ما هو الا خسارة لكل عراقي نزيه شريف، اصيل، نظيف، فمن امثال الدكتور صادق اصبحوا قلة وعملة نادرة في هذا الزمان".
تخلل الحفل التابيني ايضاً عزف موسيقي و اغاني مهداة الى روح الفقيد أنشدها كل من عازف العود السيد عفيف عبود و عازف الغيتار السيد منير بشير كتون، و من الجدير الذكر انه كان هناك حضوراً مميزاً للحزب الشيوعي الللبناني الذي عبر ممثله عن فقدان الرفيق العزيز ابا ياسر بانه خسارة لكل القوى اليسارية و التقدمية العربية.
الذكر الطيب لفقيدنا الدكتور صادق البلادي الذي سيكون غيابه قاسياً علينا، ولكن سيبقى حصوره باقياً الى الأبد في قلوبنا و في ذاكرتنا.