احتضنت "قاعة الشهيد عثمان العبيدي" وسط بغداد، الخميس الماضي، مهرجان سعدون جابر للأغنية، الذي أقامته دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، بحضور رسمي وفني وإعلامي وجماهيري حاشد، لم تسعه القاعة الكائنة في شارع المغرب.

وجاء المهرجان احتفاءً بتجربة الفنان الرائد جابر، الذي ترك بصمته الفنية في المشهد الغنائي العراقي، وسعيا لاستعادة روح الأغنية السبعينية الأصيلة، بعد ان غزت الساحة الغنائية أغنيات هابطة تسببت في تشويه ذائقة الكثيرين من الشباب.

ادارت المهرجان الإعلامية عطارد عبد الخالق، مقدمة بعض المعلومات عن سيرتي الفنان سعدون جابر، الذاتية والغنائية، ومعرّفة بأسماء الشعراء والملحنين الذين غنى لهم.

وأضافت ان الفنان المحتفى به ولد عام 1950 في مدينة العمارة، وانطلق في مسيرته الغنائية إلى جانب أسماء مهمة في المشهد الغنائي العراقي، مشيرة إلى ان جابر يواصل حاليا إعداد رسالته الجامعية لنيل شهادة الدكتوراه في الأدب الانكليزي.

وتضمن المهرجان عزف وغناء مجموعة من أغنيات سعدون جابر الراسخة في الذاكرة، من قبل "فرقة بغداد للموسيقى" التابعة إلى دائرة الفنون الموسيقية، وعدد من المطربين.

وانطلقت الفرقة تعزف رائعة "يا طيور الطايرة" التي كانت قد حققت شهرة واسعة في الأوساط العربية. وهي من كلمات الشاعر الراحل زهير الدجيلي وألحان الفنان كوكب حمزة، وقد أداها المطرب كاظم السيد.

فيما أدى الفنان وحيد علي أغنية "هَوا العالي"، من كلمات سعدون قاسم ولحن كاظم فندي، أعقبته الفنانة أمل خضير بغناء أغنية "حبيتك حب لهفة بلهفة"، من كلمات فالح حسون الدراجي وألحان كاظم فندي، لتطرب بعدها الفنانة أديبة مسامع الحاضرين بأغنية "يا أمي يا أم الوفه"، التي كتبها كريم العراقي ولحنها الفنان الراحل عباس جميل.

وأدى الفنان عبد الرحمن علي أغنية "عيني عيني"، من كلمات الشاعر الكبير عريان السيد خلف، وألحان الفنان محسن فرحان، بينما أدى الفنان خضير عباس أغنية "عَ الهودلك" التي تعد من التراث الغنائي الريفي، والفنان حسين جبار أغنية "بويه عيوني" التي تعود إلى تراث الفنان مسعود العمارتلي، والتي كان قد أعد لحنها الملحن الراحل محمد جواد أموري.

وأدى الفنان سعد حسين أولى أغنيات سعدون جابر، وهي "أفيش بروج الحنية"، من كلمات كامل العامري وألحان كوكب حمزة.

وكان آخر المساهمين في إحياء المهرجان، الفنان نجاح عبد الغفور، الذي أدى أغنية "حسبالي"، من كلمات زهير الدجيلي وألحان طالب القره غولي.

وفي الختام ألقى وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي، كلمة وصف فيها المهرجان بأنه "مفخرة" للفنانين الذين شاركوا في إحيائه، وقال "اننا نفخر بكل ملحن وشاعر ومطرب وعازف ساهموا في صنع الذائقة العراقية الرصينة"، لافتا إلى ان دائرة الفنون الموسيقية ستقيم مهرجانات مماثلة لمن عاصر الفنان جابر ومن سبقه ومن تلاه من مبدعي الغناء العراقي، "لنصغي إلى الجمال وهو ينتشر في ربوع بغداد. وبهذا نكون قد أسسنا لمرحلة ذوقية جديدة، تتماهى مع تطورات العالم من دون أن نغادر أصالتنا".

وأكد الأتروشي ان "هدفنا هو جعل كل جزء من العراق يزهو بالجمال والذوق الرفيع، من خلال الغناء المبني على أسس صحيحة".