فضاءات

بين أهالي "الكريمات" .. "الحركة الاحتجاجية واقع فرضه نظام مأزوم"

ماجد مصطفى
عقدت لجنة "مستمرون" التنسيقية للحراك الاحتجاجي المدني في منطقة الكرخ الأولى، ندوة بعنوان "الحركة الاحتجاجية واقع فرضه نظام مأزوم"، ضيفت فيها الناشطة المدنية بشرى أبو العيس.
الندوة التي عقدت في "مقهى جواد" بمنطقة الكريمات، حضرها جمع من الشخصيات الاجتماعية والناشطين والمواطنين، وأدارها الناشط المدني رزاق صاحب. فيما استهلتها الناشطة بشرى متحدثة عن الحركة الاحتجاجية التي انطلقت شرارتها في بغداد والمحافظات منذ عام 2015، والتي ما زالت مستمرة لا تهدأ.
وأضافت ان الاحتجاجات جاءت إثر فشل الحكومات المتعاقبة على حكم العراق منذ عام 2003 حتى الآن، في بناء البلد وإدارته على جميع الصعد، ونظرا لما سببه نظام المحاصصة الطائفية والاثنية الذي اعتمدته تلك الحكومات كنهج لادارة الحكم، من كوارث وويلات للوطن والشعب، إلى جانب سعي القوى المتنفذة للحصول على الثروة والنفوذ والمناصب على حساب مصلحة المواطن.
وذكرت الناشطة بشرى من بين ما ذكرته من دواعي الاحتجاج، استشراء الفساد المالي والاداري في جميع مفاصل الدولة، والتدهور المستمر في الاوضاع الامنية والاقتصادية، وسوء الخدمات، مشيرة إلى ان كل ذلك دفع بالجماهير نحو التظاهرات السلمية المطلبية التي عمّت بالإضافة إلى بغداد، معظم المحافظات.
وتابعت قائلة ان الحركة الاحتجاجية امتازت بسلميتها، وهي تهدف إلى تشكيل رأي عام يضغط على اصحاب القرار والنفوذ، من اجل تحقيق الاصلاحات، موضحة ان لهذه الحركة ابعادا اجتماعية وسياسية.
ولفتت الناشطة بشرى جعفر ابو العيس إلى ان الصراع الدائر حاليا في العراق، هو في جوهره صراع على المصالح ، وليس صراعا طائفيا كما يروج لذلك البعض من الكتل السياسية المتنفذة، التي تحاول بسط نفوذها والحفاظ على مواقعها من خلال الانتخابات القادمة، والعمل على إيهام المواطنين بأنها ضد المحاصصة الطائفية، وتسعى إلى بناء الدولة المدنية الديمقراطية.
واختتمت ابو العيس حديثها مؤكدة ان الإصلاح عملية ليست سهلة، وتتطلب وقتا وجهدا "لأن القوى المتنفذة في الحكم، تمتلك الوسائل والإمكانات كافة، التي من شأنها إعاقة الإصلاح. ونحن لا نتملك سوى إرادتنا وعزيمتنا للضغط في سبيل تحقيقه".
وشهدت الندوة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، شددت في غالبيتها على أهمية مشاركة جميع أطياف الشعب العراقي في الحراك الجماهيري، وان لا تقتصر المشاركة في التظاهرات على التيارين المدني والصدري. كما سلط البعض من المساهمين في المداخلات، الضوء على المواقف الوطنية البطولية لأبناء منطقة الكريمات أبان فترة حكم الأنظمة السياسية الدكتاتورية السابقة، داعيا إلى مساهمة أبناء المنطقة في التظاهرات السلمية التي تشهدها ساحة التحرير عصر كل يوم جمعة.
وتحدث بعض الشباب الحاضرين عن معاناتهم نتيجة البطالة المتفشية في البلد، واحتكار التعيينات الحكومية من قبل البعض من الأحزاب المتنفذة، داعين إلى ضمان حقوقهم، وإلى عدم السكوت عن سوء الخدمات، وبالأخص في ما يتعلق بالكهرباء والماء والحصة التموينية.