فضاءات

احتفاء بالباحث التراثي رفعت مرهون الصفار

غالي العطواني
احتفى ملتقى الخميس الإبداعي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، الأسبوع الماضي، بالباحث التراثي رفعت مرهون الصفار، الذي تحدث عن نشأته وعن منجزه وبحوثه وكتاباته حول التراث البغدادي والمجالس الثقافية البغدادية.
جلسة الاحتفاء التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد في ساحة الأندلس، حضرها عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق مفيد الجزائري، وجمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن التراثي. فيما أدارها الشاعر مروان عادل، معلنا في مطلع حديثه عن تأسيس هيئة جديدة لملتقى الخميس الإبداعي، برئاسة التشكيلي الأكاديمي د. جواد الزيدي.
وقدم بعدها مدير الجلسة المحتفى به للحاضرين، موضحا انه باحث وأديب ومؤرخ، كان ولا يزال له حضور في مجالات الأدب والبحوث التاريخية والتراثية.
المحتفى به وفي معرض حديثه، ذكر انه ولد عام 1929 في محلة "صبابيغ الآل" وسط بغداد، ثم انتقل إلى مدينة النجف، مع والده الشاعر مرهون الصفار، الذي كان موظفا في إحدى دوائرها، مشيرا إلى ان لتلك المدينة والبيئة التي نشأ فيها، تأثيرا كبيرا عليه.
وأضاف قائلا ان والده كان ينظم الشعر الفصيح والشعبي، وكان يشجعه ويوجهه نحو الكتابة الشعرية، ويختار له الكتب التي تناسب مداركه ليطلع عليها، كما كان يدعوه إلى حضور الندوات الثقافية والأدبية التي كانت تعقد أسبوعيا في دارهم في مدينة النجف ابان عقد الأربعينيات من القرن الماضي، ويحضرها أدباء وشعراء ومفكرون ومن أهل الرأي، أمثال الشيخ محمد رضا المظفر، محمد علي البلاغي، محمد علي اليعقوبي، محمد سعيد الحبوبي، حسين مروة، جعفر الخليلي وغيرهم، مؤكدا ان تلك الندوات أثرت بصورة مباشرة على حياته الاجتماعية والأدبية في ما بعد، وغرست فيه حب الأدب والأدباء.
وتطرق الصفار إلى تجربته في مجال الألعاب الرياضية، حيث فاز في بطولة بغداد لكرة المنضدة، التي نظمتها عمادة كلية الصيدلة في العام 1946، وفاز أيضا في بطولة للعبة الريشة الطائرة نظمت عام 1958. كما فاز في بطولة للملاكمة أقامتها ثانويات الفرات الأوسط في العام 1944، مضيفا انه أصبح في ستينيات القرن الماضي عضو الهيئة الإدارية لنادي الشباب الرياضي، وأمين صندوقه.
وتحدث المحتفى به عن كتابه الموسوم "محلات بغدادية قديمة في الذاكرة" الصادر عن "دار الشؤون الثقافية العامة" في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، مشيرا إلى انه يتناول فيه بعض محلات بغداد القديمة أمثال "باب الاغا"، "الشورجة"، "الدهانة"، "رأس القرية"، "سوق الغزل"، و"الكولات".
وتابع قائلا ان له كتابا آخر عنوانه "تراثيون في الذاكرة"، يتطرق فيه إلى البعض ممن كتبوا عن التراث العراقي، وانه أصدر كتابا بعنوان "رسائل الأدب الأخواني بين الصفار والساعاتي"، وهو يتضمن رسائل كان يتبادلها مع الأديب والرحالة الراحل ناجي جواد الساعاتي، لافتا إلى انه بصدد إصدار كتاب جديد عنوانه "محلات قديمة من رصافة بغداد".
وتطرق الصفار إلى كتاباته في الصحف والمجلات البغدادية، وإلى شهادات التقدير التي نالها في العراق وخارجه. كما عرج في حديثه على النقابات والاتحادات ومنظمات المجتمع المدني التي عمل فيها.
وفي سياق الجلسة قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن منجز المحتفى به.
وختاما قدم الرفيق مفيد الجزائري باقة ورد باسم الحزب الشيوعي العراقي إلى الباحث التراثي رفعت مرهون الصفار، فيما سلمته الكاتبة سافرة جميل حافظ لوح الجواهري.