فضاءات

في ستوكهولم .. واقع التعليم الجامعي في العراق في أمسية حوارية

ضمن أماسيها الثقافية المعتادة, استضافت رابطة الأنصار في ستوكهولم الباحث والكاتب سعيد الجعفر, و الشاعر والكاتب هندرين أحمد, في أمسية حوارية, عن واقع التعليم الجامعي في العراق مقارنة بالتعليم الجامعي في السويد.
الأمسية أقيمت يوم السبت 19 آب 2017, وبحضور مجموعة من الأخوات والأخوة العراقيين, وفي واحدة من القاعات الثقافية في مكتبة منطقة Skärholmen شارهولمن جنوب ستوكهولم. وهي الأمسية الأولى التي تنظمها رابطة الأنصار في ستوكهولم ضمن موسمها الثقافي خريف 2017, وبالتعاون والتنسيق مع مكتبة منطقة شارل هولمن في ستوكهولم.
أدار الأمسية الشاعر والكاتب نجم خطاوي, مرحباً باسم رابطة الأنصار, بالحضور وبالضيفين المحاضرين للتعاون والجهد في اعداد المحاضرة والمساهمة في موسم رابطة الأنصار الثقافي.
ثم قدم تعريفا مختصراً عن المنجز الثقافي والفكري للمحاضرين.

الباحث والكاتب والأستاذ الجامعي سعيد الجعفر من مواليد الناصرية منطقة الفهود- بكالوريوس علوم زراعية من جامعة البصرة وحاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة سانت بطرسبرغ ( لينينغراد ) في روسيا- قسم اللسانيات- عمل في التدريس الجامعي في السويد- نشر العشرات من المواضيع والنصوص الشعرية اضافة لترجمته عدد من الكتب- يعمل منذ عام 2010 استاذاً في كلية الآداب/الناصرية- جامعة ذي قار- يعمل محاضراً في مجالات الاستشراق وعلم اللغة وتاريخها والمفاهيم السوسيولوجية وعلم الدلالة.
الشاعر والكاتب الاستاذ هندرين أحمد من مواليد مدينة أربيل- التحق عام 1981 في صفوف الحركة الانصارية وعمل في مجال الصحافة والإعلام هناك- عام 1990 قدم للسويد ليدرس في جامعاتها وفي تخصص موضوع تاريخ الأفكار اضافة لدراسة الفلسفة والتاريخ ولغة الأطفال- حاصل على شهادة الماجستير في السويد وفي تخصص تاريخ الأفكار- أصدر 17 كتاباً تنوعت بين النصوص الشعرية والبحوث اضافة للترجمة- يعمل منذ 2010 استاذاً جامعيا في جامعة سوران ( ديانا ) في محافظة أربيل في اقليم كوردستان- يعمل محاضراً ضمن مجالات النقد الأدبي والتطبيقي وفي الفلسفة وعلم الاجتماع والمصطلحات ودلالاتها.
في الأمسية استمع الحضور لحوارات عكست التجربة الثرية والمفيدة للأستاذين المحاضرين خلال عملهما في جامعتي ذي قار و سوران, وعبر المقارنة بين واقع التعليم الجامعي في السويد حيث التخطيط والتطور والإمكانيات المتاحة للطلبة والأساتذة, وبين الظروف الصعبة التي يعاني منها التعليم الجامعي في العراق, والمتمثلة في غياب التخطيط والبرمجة وضعف المناهج وانحسارها وتردي الخدمات اللوجستية والمكتبية, ناهيك عن تردي المستوى العلمي والثقافي للطلية ووسط التخبط والعشوائية في طريقة اختيار نوع التعليم والهدف المرتجى من المراحل التعليمية بشكل عام.
في الامسية أيضاً توقف المحاضران عند محطات تهم شؤون الجامعة باعتبارها عقل المجتمع والمكان الذي يمكن أن يتخرج منه بناة البلد وقادته الميدانيين, والأسباب التي أدت للواقع الصعب الحالي لواقع الجامعات العراقية, وفي بلد تناهبته دكتاتورية صدام والحروب الخارجية والداخلية, وغياب الهدف والبرامج العلمية والواضحة في مجال التعليم والتربية, وانتشار ظاهرة التعليم الأهلي وتشجيع الحكومات له, والذي يكرس التمايزات الطبقية في المجتمع, ويساهم في تردي مستوى البلد فكريا وثقافيا وسط غياب الاسس الصحيحة في المناهج والآليات التربوية والعلمية والمعايير الجامعية المعروفة, وكذلك حالة تردي الوعي الثقافي والالتزام الواعي للطلبة وعبر الفهم المشوه لمفاهيم الديمقراطية, وأيضا تسلط المفاهيم المتخلفة وبعض القيم التي تفرض كمسلمات في الجامعة, والتي يصعب حوارها أحياناً. كما سلط الضيفان المحاضران الضوء على التأثير المباشر على العملية التربوية والجامعية وبسبب تردي الخدمات والصراعات السياسية والظروف الاقتصادية والحروب واستفحال البطالة وضبابية المستقبل لطلبة الجامعات في ما يخص العمل والمستقبل.
الأعزة الحضور قدموا في حواراتهم المتبادلة مع الاستاذين المحاضرين العديد من الأفكار والرؤى حول الموضوع, تمحورت حول تجربة الكتاب المسموع والتعاون مع دور النشر ولتكريس الفكرة لرفع المستوى الفكري والثقافي للطلبة وعموم المجتمع, والخيارات العلمية والدينية للطلبة وتأثيرها على المستقبل, وارتباط المناهج بالحياة المجتمعية, والدور المنشود للأساتذة المتنورين والكفوئين من علمانيين ومدنيين في تحسين وتطور واقع ألتعليم وتأثير القيم المجتمعية في تردي مستوى التعليم الجامعي.
في نهاية الأمسية شكر الزميل نجم خطاوي الأستاذ سعيد الجعفر و الأستاذ هندرين, على الجهد الطيب والمفيد والشامل في تقديم المحاضرة, مع الثناء والشكر للضيوف على حضورهم الكريم وتفاعلهم مع المحاضرة ومشاركتهم فيها.
الزميل سعد شاهين قدم الورود للضيفين المحاضرين باسم رابطة الأنصار في ستوكهولم شاكراً لهم وللحضور على التعاون ومواصلة دعم جهود رابطة الأنصار وفعالياتها الثقافية.