فضاءات

ندوة في بغداد: الحركة الاحتجاجية.. تحديات وآفاق

ماجد مصطفى عثمان
عقدت لجنة "مستمرون" تنسيقية الحراك الاحتجاجي في الكرخ الأولى، عصر الأربعاء الماضي، ندوة بعنوان "الحركة الاحتجاجية.. تحديات وآفاق"، ضيفت فيها الناشطة المدنية بشرى أبو العيس.
الندوة التي عقدت في الهواء الطلق في "مقهى أبو شيماء"، وسط منطقة الوشاش، حضرها جمع من الناشطين المدنيين والمثقفين والمواطنين، وأدارها الناشط المدني رزاق صاحب. وقد استهلها مؤكدا أهمية مواصلة الحراك الاحتجاجي والتظاهرات الشعبية التي تجسد التذمر الشعبي الرافض لكل مظاهر الفساد الحكومي، وتردي الأوضاع الخدمية وتفشي البطالة، وبالأخص في صفوف الشباب وخريجي الجامعات.
بعد ذلك تحدثت الناشطة بشرى عن التظاهرات الجماهيرية السلمية التي انطلقت في بغداد والمحافظات منذ تموز 2015، والتي لا تزال مستمرة وفي تصاعد على الرغم مما تتعرض له من مضايقات وحملات خطف واعتقالات للناشطين والمتظاهرين الآخرين، مشيرة إلى ان التظاهرات انطلقت نتيجة فشل الحكومات المتعاقبة على حكم البلد منذ 2003، في إدارة الحكم، واتباعها نظام المحاصصة الطائفية – الاثنية الذي خلف كوارث وويلات لأبناء الشعب، وعدم تقديمها أي شكل من أشكال الخدمات إلى المواطنين وعلى مختلف الصعد، إلى جانب استشراء الفساد المالي والإداري في مفاصل الدولة، وهدر ثروات البلد.
واضافت الناشطة بشرى ان الصراع الدائر حاليا في الساحة السياسية العراقية، هو صراع على المصالح وليس صراعا طائفيا كما تروج لذلك الكتل السياسية المتنفذة، التي تحاول اعادة نفوذها ومواقعها من خلال سن وتشريع قانون انتخابي يضمن لها العودة مرة اخرى الى كراسي الحكم، وابعاد القوى المدنية والديمقراطية عن الانتخابات المحلية والبرلمانية القادمة.
وألقت الناشطة بشرى الضوء على التنسيق الذي جرى في الحركة الاحتجاجية، بين التيارين المدني والصدري وكل القوى التي تؤمن ببناء الدولة المدنية.
الناشطة المدنية كوريا رياح التي حضرت الندوة، ساهمت في الحديث عن أهمية تحفيز المواطنين كافة، وبالأخص الشباب منهم، على المشاركة الجادة والفاعلة في التظاهرات الجماهيرية، من أجل الحصول على الحقوق المشروعة، وبناء الدولة المدنية التي تضمن مقومات العيش الكريم لأبناء الشعب.
وتحدثت كوريا عن واقع منطقة الوشاش، وما تعانيه من نقص في الخدمات وتفش في البطالة بين شبابها، مذكرة بأن هذه المنطقة تعد من المناطق المعدمة، وغالبية سكانها من الكادحين والفقراء وذوي الدخل المحدود.
وشهدت الندوة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، ركزت في معظمها على أهمية مواصلة التظاهرات والضغط على الكتل السياسية الحاكمة في سبيل تنفيذ المطالب المشروعة. كما شدد البعض في مداخلاتهم، على أهمية انتخاب الوجوه الوطنية النزيهة في الانتخابات القادمة، وعدم اعتماد القانون الانتخابي الحالي المجحف، والذي من خلاله تحاول بعض الكتل المتنفذة، إبعاد القوى المدنية عن سدة الحكم.
وفي سياق الندوة وزعت لجنة "مستمرون" على الحاضرين والسابلة وأصحاب المحال التجارية، نسخا من بيان يحث على التظاهر عنوانه "أرفعوا رايات الحرب على الفساد.. ترفعون رايات الإمام الحسين".