فضاءات

ندوة في مركز مدينة الشامية .. حول موقف الشيوعي العراقي من استفتاء كردستان

طريق الشعب
عقدت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الشامية بمحافظة الديوانية، عصر السبت الماضي، ندوة حول موقف الحزب من استفتاء كردستان، احتضنها أحد المقاهي المطلة على كورنيش القضاء.
حضر الندوة التي أدارها الرفيق حازم الجعفري، جمهور غفير من الشيوعيين والناشطين المدنيين والمواطنين الآخرين. وقد اشتملت الندوة على محورين، الأول تمثل في تعريف مفهوم الاستفتاء وتطوره التاريخي، واللوائح والمعاهدات الدولية التي ضمنته، فيما تناول المحور الثاني موقف الحزب الشيوعي العراقي من الاستفتاء الذي أجري نهاية أيلول الماضي، في إقليم كردستان.
بعد الوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء الحزب والحركة الوطنية والحرب على عصابات داعش الإرهابية، تحدث الرفيق د. فلاح اسماعيل حاجم عن موقف الشيوعيين العراقيين من استفتاء كردستان، مفندا التشويهات التي تعرض لها هذا الموقف ويتعرض. ثم استعرض مراحل التطور التاريخي لمسألة حق تقرير المصير، التي بدأت في العام 1792، حين انضم الجيبان البابويان افينيون وفينسين الى فرنسا، بناء على استفتاء اجري لرعايا الجيبين آنذاك.
وألقى د. حاجم الضوء على موقف السلطة البلشفية من حق تقرير المصير، مبينا ان قائد البلاشفة لينين، أكد في العام ١٩١٤ حق الشعوب المضطهدة في تقرير مصيرها، فيما فضحت السلطة البلشفية نوايا البلدان الاستعمارية بخصوص تقاسم المنطقة العربية في ما بينها وفق اتفاقية "سايكس بيكو" التي انتهى سريانها العام الماضي.
واستعرض د. حاجم المواثيق واللوائح الدولية التي ثبتت في موادها الاولى مبدأ حق تقرير المصير للأمم والشعوب، بدءا من ميثاق هيئة الأمم المتحدة لعام ١٩٤٥، وانتهاء بوثيقة كوبنهاغن لمؤتمر الأمن والتعاون الأوربي المنعقد في عام ١٩٩٠.
وفي المحور الثاني من الندوة تحدث الرفيق حازم الجعفري عن موقف الحزب الشيوعي العراقي من مسألة استفتاء كردستان، موضحا ان موقف الحزب معلن وواضح من هذه القضية، وانه أكد ويؤكد على الدوام في بياناته ان حق تقرير المصير يتحدد شكله وتعبيراته المؤسسية بالارتباط مع الظروف التاريخية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي تتسم بها المرحلة والوضع الملموس.
ولفت الجعفري إلى ان الحزب الشيوعي العراقي يعتبر الدولة الفيدرالية (الاتحادية) القائمة عندنا، الشكل الانسب لتجسيد حق تقرير المصير، ولذلك لا يؤيد دعوات الانفصال، مشيرا إلى ان بقاء الكثير من القضايا عالقة بين السلطة المركزية وسلطة إقليم كردستان، يخلق ارضية خصبة تغذي المطالبة بالانفصال.
وانتهى الجعفري في حديثه إلى ان الشيوعيين يقفون ضد المواقف القومية ضيقة الأفق، التي قد تدفع بعض القوميات إلى البحث عن الدعم من قوى خارجية ذات اطماع واهداف معادية كما يعارضون المواقف الشوفينية.
وشهدت الندوة تفاعلا بين الحاضرين، ومداخلات واستفسارات حول موضوعها طرحها العديد منهم.