فضاءات

المناضل عادي الداخل رجل من طراز خاص / شاكر كاظم الناهي

الحزب الشيوعي العراقي ملح الارض وتراث تفتخر به الاجيال. ولكوادر الحزب قصص ومآثر ضد الاستغلال والهيمنة ونهب الثروات، من قبل الحكومات الرجعية والدكتاتورية المتعاقبة منذ تأسيس الدولة العراقية. وهي جزء من عظمة النضال الوطني والاممي بعد ثورة اكتوبر الاشتراكية عام 1917، حيث كان للحزب الشيوعي الدور الريادي لتحريك الجماهير من اجل قضاياهم المطلبية عن طريق التظاهرات والاعتصامات في كل ارجاء البلاد وخصوصا العمال والفلاحين من جور الاقطاع ومن اجل حياة حرة كريمة وخيرات ينعم فيها كل ابناء الشعب.
ولد الرفيق عادي الداخل عام 1927 من عائلة فلاحية فقيرة، وكان والده يملك قطعة ارض صغيرة يعيشون منها، وكان احد اقاربهم الرفيق المعلم جاسم النصر ينتمي الى الحزب الشيوعي ويدرس في المدرسة القريبة من قريتهم، حيث يتحدث عن ظلم الاقطاع وضرورة الوقوف في وجههم. وكان الرفيق عادي يسمع من الرفيق جاسم، وتبلورت لديه فكرة الانخراط في صفوف الحزب الشيوعي، كان شاباً يافعا وسرعان ما انضم الى صفوف الحزب عن طريق الرفيق جاسم عام 1956. واخذ يعمل بحماس واصبح من الكوادر النشيطة والمؤمنين بمبادئ الحزب وافكاره الانسانية. وبعد فترة قصيرة اصبح عضو منظمة الصويرة ومسؤول الجمعيات الفلاحية في ناحية الزبيدية، وتمت مراقبته وابعد الى قضاء زاخو لمدة ستة اشهر، وبعد اطلاق سراحه اخذ يعمل من جديد حيث قام بتحريض الفلاحين ضد الاقطاع والسلطة الرجعية حتى انقلاب شباط الاسود عام 1963 بقيادة البعث المجرم.
القي القبض عليه مع 23 رفيقا من المعلمين والفلاحين والعمال وحكم عليهم بالسجن 4 سنوات في سجن نقرة السلمان مع الشاعرمظفر النواب، وتعلم الشعر الشعبي وكتب الكثير من القصائد النضالية منها قصيدة "سوالف النضال" وكتب القصائد الثورية وكان متعمقا بافكار الحزب وشجاعا لا يهاب الموت. وبعد خروجه من السجن عاود نشاطه الحزبي وتم القاء القبض عليه من قبل حكومة عارف وحكم عليه لمدة ستة اشهر.
كان الرفيق محبوبا وطيب القلب ومتعاونا مع كل رفاقه واصدقائه وابناء مدينته في ناحية الزبيدية. وفي عام 1987 ذهب ولده سامي الى ايران والتحق بالمعارضة العراقية والرفيق سليم مقيم في الخارج، وألقي القبض عليه من جديد واودع سجن الزبيدية وتمت مصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة وسجن سنة انفرادي وملاحقة اولاده الرفاق سليم ومهدي وكريم وسامي.
لقد تعلمت منه الكثير لاننا في نفس المنطقة ووجدته شجاعا ومناضلا لا يخاف احداً. متمسكا بمبادئ الحزب السامية.
نم قرير العين ابا مهدي ونحن سائرون على خطاك من اجل وطن حر وشعب سعيد.