فضاءات

غالب الشابندر في "منتدى الكرادة" ..."كونوا مع الناس ومطالبهم تكونوا مع الحسين"

حميد المسعودي
ضيّف "منتدى الكرادة" الثقافي، أول أمس السبت، الباحث غالب الشابندر في ندوة عنوانها "كونوا مع الناس ومطالبهم تكونوا مع الحسين"، حضرها جمع من المثقفين والناشطين المدنيين.
الجلسة التي التأمت على حديقة مقر منظمة الحزب الشيوعي العراقي في منطقة الكرادة داخل، أدارها د. أياد العنبر، الذي قدم نبذة عن الضيف وعن مكانته الثقافية ودوره في إنجاز البحوث السياسية والاجتماعية.
بعد ذلك تحدث الشابندر عن الطاقات الثورية للأمم، وكيف انها استثمرت في إنجاز التغيير السياسي والبناء الذي يأتي كثمرة لجهود الجماهير في المطالبة بحقوقها، والتعبير عن تطلعاتها، منوها بأهمية الوصول إلى الجماهير وتعبئتها نحو الوجهة الصحيحة في سبل التغيير، وضاربا أمثلة تاريخية لنماذج من الشخصيات التي تركت أثرا في التاريخ، وأدت دورا مهما في خدمة البشرية ومن أجل الإصلاح، أمثال الإمام الحسين والمهاتما غاندي وفلاديمير لينين.
وأشار الشابندر إلى ان الجماهير أقوى من الطغاة، حين يتوفر لها الدافع الروحي الهائل الذي يعد شعلة تلهب الأفكار وتدفع نحو الثورة وسحب البساط من تحت أقدام الطغاة، مستشهدا بموقف الإمام الحسين ضد الظلم والطغيان.
وتابع قائلا ان الموقف الحسيني أحد أسباب الفعل الثوري، ولا بد من استثماره واستثمار ذكريات العزاء الحسيني المتكرر كل عام في تحريك الجماهير ودفعها نحو المطالبة بحقوقها، ورفض الظلم، مضيفا انه لا بد من اختيار "الخطاب المناسب في الوقت المناسب"، عند مخاطبة الجماهير وتحفيزها على السعي إلى نيل حقوقها.
ثم تحدث عن الإرادة الشعبية وعن أدبيات الثورة الحقيقية التي تشخص الخطأ وتعالجه، مضيفا قوله ان "النبي محمد تحدى أبي لهب، والامام الحسين تحدى الطغاة، وبهذا علمانا نظرية ثورية تتضمن أهدافا واضحة، شخصاها في موضوعات ونماذج تناهض من استأثر بالمال والنفوذ، وعلمانا مبدأ الثورة الحقيقي وكيفية الانطلاق من عناوين مشخصة".
وتابع الشابندر قائلا انه "من حقنا تشخيص الفاسدين وكشفهم وتعريف الناس بذلك، وهذا أمر مهم. فنحن لدينا الطاقات التي تحرك الجماهير، على الرغم من انها طاقات مبعثرة وليست بنيوية. وان الملايين التي تسير الى كربلاء في محرم لأيام عدة، تحمل الغضب والتذمر والثورة في داخلها. فلماذا لا يستثمر هذا الغضب في الثورة على الطغاة، بدل أن تعود الجماهير إلى وضعها وينتهي كل شيء في كل مرة. لذلك من المفروض بعد كل زيارة من زيارات أربعينية الإمام الحسين، ان تكون هناك إضافات في وعي ملايين الجماهير، وان تتسع قاعدة الدعوات للقضاء على الفاسدين".
ولفت الضيف إلى ان "المنبر الحسيني تحول إلى تجارة، وان هناك محاولات لإفراغ الإمام الحسين من محتواه وطاقته الروحية البناءة".
وشهدت الجلسة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، وأجاب عنها الباحث غالب الشابندر بصورة ضافية.