فضاءات

في ملتقى د. علي إبراهيم بمدينة الحلة ... د. زيد الكبيسي عن "بارادوكس العقل العراقي"

طريق الشعب
ضيّف "ملتقى د. علي إبراهيم" الثقافي في محافظة بابل، أخيرا، أستاذ التاريخ في جامعة الكوفة د. زيد عباس كريم الكبيسي، الذي قدم محاضرة بعنوان "بارادوكس العقل العراقي"، بحضور جمهور من الأكاديميين والمثقفين والمهتمين بالشأنين الثقافي والفكري.
أدار المحاضرة أ.د. حامد عبد الحمزة العلي، الذي قدم سيرة المحاضر الضيف المولود عام 1979، وألقى الضوء على منجزه الأكاديمي والعلمي، وبحوثه وكتبه، ومساهماته في المؤتمرات العلمية المعنية بفلسفة التاريخ المعاصر، والفلسفة الأوربية الحديثة.
د. الكبيسي، وفي معرض حديثه، قدم تعريفا لمفهوم "البارادوكس"، موضحا علاقته بمفاهيم المفارقة والتناقض والالتباس. ثم سلط الضوء على العقل العراقي، وقال انه يعد من أكثر العقول إثارة للجدل، الأمر الذي يميزه عن غيره، موضحا ان "ذلك القول ينطبق على كل المراحل التاريخية التي مرت على العراق. ولعل للطبيعة الجغرافية والمناخية الدور الأبرز في ذلك".
وتحدث المحاضر عن المتغيرات السياسية التي أحاطت بتاريخ العراق، وقال في هذا الخصوص انه "يبدو من المهم جدا أن ننوه بأن العراق دون غيره من أقاليم العالم، هو وحده الذي شهد عبر تاريخه سبع حضارات، في الوقت الذي لم يشهد فيه أي إقليم سوى حضارة واحدة أو لم يشهد حضارة قط. فمثلا هناك الحضارة الفرعونية، والحضارتان الهندية والصينية، وحضارتا الأزتيك والمايا، وغيرها، أي ان لكل إقليم حضارة واحدة. ونظرا لتعدد الحضارات العراقية، أصبح للمتناقضات والمفارقات حضور قوي في الثقافة العراقية".
وتناول د. الكبيسي "بارادوكس" العقل العراقي بين النظرية والممارسة، وأشار إلى انه "من المعروف ومن المنطقي أن يكون الفكر سابقا على العمل، والنظر قبل التطبيق، وان مشكلة النظرية والممارسة هي مشكلة قديمة في الثقافة العالمية، لكنها تحددت في نسبة التزام الممارسة بالنظرية ولم تتعد ذلك".
وتابع حديثه قائلا "ما نفترضه هنا هو ان "البارادوكس" يعني أن تتقدم الممارسة على التنظير، ويتقدم العمل على العقل، وقد بدا ذلك واضحا من خلال الممارسة اليومية للفرد العراقي الذي نرى أنه تقدم على مستوى الممارسة اليومية بسلوك وآليات ما بعد الحداثة، في حين أن مستوى التنظير العقلي لم يغادر آليات تفكير العصور الوسطى".
ولفت د. الكبيسي إلى ان قضية "البارادوكس" هي المشكلة المعاصرة للعقل العراقي، منوها بعدد من الحلول والملاحظات المقترحة التي من شأنها معالجة تلك المشكلة، مثل التفعيل الصحيح للعمل الذي بدوره وبصفته المؤسساتية، ينطلق نحو تحريك العقل الجمعي والحس المشترك، والأخذ بهما إلى الأمام.
وشهدت المحاضرة مداخلات حول موضوعها قدمها العديد من الحاضرين، وعقب عليها د. زيد الكبيسي بصورة مسهبة.