فضاءات

احتفاءً بذكراها السنوية المائة .. ثورة أكتوبر الاشتراكية وأصداؤها وتأثيرها على العراق

رشيد غويلب
في إطار الاحتفاء بالذكرى المئوية لثورة أكتوبر الاشتراكية، ضيّفت اللجنة الثقافية لمقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الأربعاء الفائت، الأكاديمي المعروف د. عامر حسن فياض الذي قدم محاضرة حول "ثورة أكتوبر وتأثيرها على العراق".
المحاضرة التي احتضنتها "قاعة الصراف" في مقر الحزب بساحة الأندلس، حضرها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي، وعدد من قيادي الحزب، إلى جانب جمع من المهتمين بالشؤون السياسية والاجتماعية والتاريخية.
أدار المحاضرة الرفيق حارث الهيتي، الذي قدم نبذة عن موضوعها، وأشار إلى ان ثورة اكتوبر الاشتراكية عام 1917، أثبتت إمكانية قيام بديل ملموس للرأسمالية. ثم قدم عرضا مكثفا لسيرتي المحاضر الأكاديمية والإبداعية.
بعدها افتتح د. فياض محاضرته منوها بأن "هذه هي المرة الثالثة التي أحاضر فيها في مقر الحزب الشيوعي العراقي، لأتعلم وأعطي شيئا مما تعلمته".
ثم استهل محاضرته موضحا في قوله "إننا عندما نتحدث عن الفكر عموما، والفكر السياسي خصوصا، فإن معيار الحديث هو الماركسية، لان الاتجاهات تتمحور بين المؤيدين والمعارضين لها".
وعرج المحاضر على مفهوم الثورة، مذكرا بالثورات الكبيرة في العصر الحديث كالثورة الأمريكية والثورة الفرنسية وثورة أكتوبر الروسية التي قامت على أساس الماركسية، والتي تنوعت قراءتها، ملقيا الضوء على الماركسية – اللينينة، والماركسية الغربية التي تضمنت تيارا ناقدا من ابرز رموزه كاوتسكي، روزا لوكسمبورغ، غرامشي وغيرهم.
وأضاف قائلا ان التجربة السوفيتية كانت التطبيق الأول للماركسية. "فقد كان لينين سياسيا ورجل دولة، بالإضافة إلى كونه منظرا وقائدا حزبيا"، مشيرا في هذا السياق إلى اضافات لينين بخصوص "الحزب من طراز جديد" في كتابه "ما العمل" ، وكذلك موضوعة انتصار الثورة في الحلقة الأضعف من السلسلة الرأسمالية، إلى جانب تشديده على إن مهمة الحزب السياسي هي "تحويل الوضع الثوري إلى ثورة. وان قوى الثورة الاجتماعية عنده هي تحالف العمال والفلاحين".
وتطرق د. فياض إلى قضية حق تقرير المصير ودعم القوى المناهضة للاستعمار كمدخل إلى تناول اصداء ثورة اكتوبر وانعكاساتها على العراق، مؤكدا ان العراق عرف الاشتراكية حتى قبل 1917، عبر أصداء "كومونة باريس"، بعد إن قامت جريدة "الزوراء" بنشر برنامج الكومونة، باعتبارها حكومة الشعب الكادح. كما تحدث عن تأثير ثورة الاصلاح التركية، وما نقله عنها المصريون والسوريون إلى العراق، وعن اخبار ثورة 1905 التي تناولتها صحف معارضة، فضلا عما نقله الجنود الروس من قيم وصور ايجابية عن الثورة البلشفية.
وقدم المحاضر معلومات ضافية عن مصادر نقل تفاصيل ثورة أكتوبر وقيمها الانسانية، واشار إلى شخصيات شعبية عراقية تأثرت بالثورة واخذت تدعو لها مثل صالح بلشفي في بغداد، وجماعة الاكراد البولشوفيك، وحسن عبد الأمير في النجف، والحاج نور في كربلاء الذين نشروا شعارات مثل "تحيا البلشفية" و" يحيا البلاشفة".
وخصص د. فياض في محاضرته حيزا لفتوى المرجع الشيرازي، التي أكد فيها إن "البلاشفة أصدقاء الإسلام". كذلك اشار إلى إن عداء الانكليز للبلاشفة ساعد على انتشار أصداء الثورة في مدن العراق المختلفة. ثم نوه بالمذكرة التي قدمها قادة ثورة العشرين مثل الشيخ الخالصي ومحمد الصدر وياسين الهاشمي، إلى القيادة السوفيتية في مؤتمر باكو عام 1920.
وتابع قائلا ان الصحافة الشيوعية، كان لها دور في نشر افكار الثورة، كما كان لعدد من المدرسين الأجانب من ذوي التوجهات الاشتراكية دور ملموس في ذلك، فضلا عن دور "مكتبة مكنزي". وفي هذا السياق قدم المحاضر معلومات تفصيلية عن تلك المصادر. كما عزز محاضرته بطرح أمثلة ملموسة أكدت موضوعة "التعرف على الشيء من خلال نقيضه"، وهنا كان لعداء البنية القانونية ومناهج الدراسة لثورة اكتوبر، دور في تحفيز الناس على البحث عن ماهية البلشفية.
وشهدت الجلسة مداخلات طرحها العديد من الحاضرين، وعقب عنها المحاضر الضيف بصورة ضافية.
وفي الختام قدم الرفيق رائد فهمي شهادة تقدير باسم الحزب الشيوعي العراقي إلى د. عامر حسن فياض.