فضاءات

في مقر شيوعيي البصرة .. الأكاديمي محمد الحجاج عن "الهندسة الوراثية والمجتمع"

صلاح العمران
احتضنت قاعة الشهيد هندال في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة البصرة، أخيرا، محاضرة علمية بعنوان "الهندسة الوراثية والمجتمع" قدمها التدريسي في جامعة البصرة د. محمد الحجاج.
المحاضرة التي نظمها "ملتقى جيكور" الثقافي، حضرها جمع من المثقفين والأدباء والناشطين المدنيين والمهتمين بالجانب العلمي. فيما أدراها الإعلامي باسم محمد حسين.
د. الحجاج، وفي معرض حديثه، قدم نبذة تعريفية حول علم الهندسة الوراثية، الذي يهتم في تعديل وتغيير المادة الوراثية (الحمض النووي)، وترتيب مكوناتها أو حذف أجزاء منها، أو مضاعفتها، أو إدخال مادة وراثية إليها تعود إلى كائن آخر، بهدف تعديل خصائص الكائن الحي وتحسينها.
وبيّن المحاضر ان هذا العلم يعتمد على البحوث والتجارب العلمية الحديثة في مجال البيولوجيا، وجميع الجوانب التي يكون محورها الأساس التحكم بجينات الكائنات الحية المختلفة، مضيفا ان الهندسة الوراثية تهتم بالمعاملة الجينية، والاستنساخ الحيوي، وتكنولوجيا الجينات، وإعادة تركيب الحمض النووي الذي يمثل التصميمات الهندسية المعنية بتوجيه عمليات إنتاج البروتينات والسيطرة على جميع الفعاليات الحيوية لكل كائن حي موجود على سطح الأرض.
وأوضح د. الحجاج ان تطور عناصر السيطرة الجينية ومعرفة اسرارها، تمكّن من الكشف عن الأمراض الوراثية الشائعة، والأورام الخبيثة، وغيرها من الأمراض، وهذا يعد أهم إنجاز علمي في العصر الحديث، لافتا إلى ان العالم دخل "عصر الطب الوراثي" أو "عصر الجينات"، وان تطور الأدوية العلاجية والتشخيص الطبي الدقيق، سيمكن العلماء في آخر المطاف من تحديد كل الجينات التي تسبب الأمراض الوراثية المختلفة، ومن اختيار جنس المولود الجديد، وغيرها.
وتابع قائلا انه في العام 1975 أعلنت مجموعة من العلماء في مجال الهندسة الوراثية، عن رغبتها في إيقاف تجاربها وإعادة النظر فيها من اجل وضع الضوابط اللازمة لها، "اذ وجد العلماء أنفسهم امام مشكلة أخلاقية واجتماعية كبرى". وفي الوقت نفسه نبه العلماء العالم بأسره من خلال موقفهم هذا، الى خطورة ما تم التوصل اليه من انجاز علمي يحتاج بالضرورة الى تدخل المجتمع الإنساني بأكمله.
واختتم د. الحجاج محاضرته مشيرا إلى ان الجهل دفع بالكثيرين الى الشعور بالقلق من تلك الإنجازات العلمية، وإلى رفضها أحيانا، مبينا ان الإنجازات السلبية للعلم لها خطرها في المستقبل على مصير المجتمع البشري. ولكنه، وعلى الرغم من التقدم الهائل في مجال الهندسة الوراثية، "إلا اننا لم نصل حتى الآن إلى ما هو مخيف فعلا"، وأشار إلى إن التمعن في الإنجازات العلمية بجدية، والتفكير المستقبلي فيها، يقع ضمن أولويات العلم والمجتمع.
وشهدت المحاضرة مداخلات قدمها عدد من الحاضرين، بينهم سعيد المظفر، عسكر عبود، عبد الإله المهيمن، قاسم حنون وهادي المياح.