فضاءات

على قاعة الجواهري في اتحاد الأدباء .. جواد الأسدي عن "الجمالي والسياسي في المسرح العراقي"

غالي العطواني
ضيّف الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، السبت الماضي، الكاتب والمخرج المسرحي المعروف د. جواد الأسدي، الذي تحدث عن "الجمالي والسياسي في المسرح العراقي"، بحضور جمع من الأدباء والفنانين والمثقفين والمهتمين بالشأن المسرحي، يتقدمهم الرائد المسرحي سامي عبد الحميد وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق جاسم الحلفي.
الجلسة التي التأمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس، أدارها الباحث المعروف فالح عبد الجبار، واستهلها مقدما سيرتَي الأسدي الذاتية والمسرحية، مشيرا إلى انه "مخرج مسرحي كبير على المستوى المحلي والعربي والعالمي".
وسلط عبد الجبار الضوء على النصوص المسرحية التي كتبها الفنان الأسدي وأخرجها، والتي تتناول علاقة السيد بالعبد، والعامل برأس المال، مبينا ان جوهر هذه النصوص هو الصراع بين شخصياتها، وان هذا الصراع يتحول بعدها بين الشخصية وذاتها.
بعد ذلك تحدث الأسدي عن تاريخ المسرح العراقي، وتحدث عن فرقة المسرح الفني الحديث، مبينا انها أساس المسرح العراقي، الذي نشأ في رحمها. ثم تساءل عن سبب تدهور مسرح العراق اليوم ووصوله إلى هذا الحال السيئ، وعن سبب انقطاع الناس عن التواصل معه.
وبيّن الضيف انه في زمن ازدهار فرقة المسرح الفني الحديث، كان هناك تواصل وجسور تقارب بين المسرح العراقي وعموم الناس، مستذكرا مسرحية "النخلة والجيران" للكاتب المعروف غائب طعمة فرمان، لافتا إلى ان نص هذه المسرحية نص "تشيخوفي" – في إشارة إلى الكاتب الروسي المعروف أنطون تشيخوف – على اعتبار ان فرمان درس في الاتحاد السوفيتي، وتأثر بالأدب الروسي.
وأوضح الأسدي ان أعدادا كبيرة من الناس، ومن جميع محافظات العراق، كانت تتوافد على مسارح بغداد لمشاهدة الأعمال المسرحية، وان تلك الأعمال كانت تشهد مقاربات بين الجمالي والسياسي، وبين الجمهور والعرض المسرحي.
وأضاف قائلا ان هناك فرقا شاسعا بين الكرنفال المسرحي السابق، وبين ما يحدث الآن من انقطاع عن مشاهدة العروض المسرحية. وتساءل: كيف يتسنى لأهل المسرح المغتربين، العودة إلى العراق لبناء مسرح جديد؟ وهل هناك خطط يتم الاشتغال عليها؟ وما الجماليات الفكرية التي تساعد في إعادة المسرح العراقي؟ وكيف ننهي القطيعة بين الناس والمسرح؟ مشيرا إلى ان هناك مهمة شاملة لاسترداد الجمهور العراقي إلى المسرح.
ولفت الأسدي إلى انه كان قد عمل في العديد من المسارح العربية، لكنه يرغب في العمل في المسرح العراقي الذي نشأ في كنفه، مضيفا قوله انه "بالرغم من عملي المسرحي في البلدان العربية، لكنني أشعر بالوحدة، وأتساءل: أين أهلي؟ وأين مكاني في المسرح العراقي؟".
وتطرق الضيف إلى التخصيصات المالية الحكومية للمسرح العراقي، ولعموم الجوانب الثقافية، مشيرا إلى انها تكاد تكون صفرا، وان هناك كسلا سياسيا تاريخيا تجاه الفنان المسرحي العراقي، الذي أخذ يقتطع المال من قوت عياله ليقدم عملا مسرحيا يليق بالفن المسرحي الجاد.
وشدد الأسدي على أهمية أن يصدر أصحاب الشأن المسرحي، بيانا يسلطون فيه الضوء على الواقع المسرحي في العراق، ويدعون إلى إعادة المسرح إلى جماليته الحقيقية، متابعا قوله "لدي الشهية والرغبة في العمل مجددا في المسرح العراقي".
هذا وشهدت الجلسة مداخلات قدمها العديد من المسرحيين الحاضرين، ركزوا فيها على أهمية وضع آلية عمل لحل إشكاليات الأزمة في المسرح العراقي.
وفي الختام قدم الرئيس السابق للاتحاد، الناقد فاضل ثامر، لوح الجواهري إلى الكاتب والمخرج المسرحي د. جواد الأسدي، فيما قدم له الرفيق د. جاسم الحلفي باقة ورد باسم الحزب الشيوعي العراقي، اضافة إلى شهادة تقدير قدمها له الفنان الرائد د. سامي عبد الحميد.