فضاءات

ندوة حوارية في ستوكهولم حول الأوضاع السياسية في العراق وكردستان وإيران وسوريا وتركيا



طريق الشعب
نظم مجلس السلم السويدي سيمناراَ باللغة السويدية والإنكليزية بالتعاون مع منظمة (أ ب أف)، وعلى إحدى قاعات المنظمة الواقعة وسط العاصمة ستوكهولم، وبتاريخ 26/11/2017، بمشاركة وحضور
جمهور من المنظمات المنظوية تحت مجلس السلم وأغلبهم من إصول مهاجرة.
شارك من العراق الناشطة المدنية المحامية آذار علك من جنوب السويد، والناشط المدني كفاح محمد الذهبي، وأمينة كاكاباغي عضوة البرلمان السويدي عن حزب اليسار، وآزاد حيدري رئيس منظمة جاك الكردية في السويد، والصحفي السويدي يواكيم مدين، وأركان الناشط التركي الذي يقوم بزيارة خاصة إلى السويد.
أًفتتح السيمنار بمقدمة من السيدة أيفا بيورك لوند عضوة الهيئة الإدارية لمجلس السلم السويدي والتي أدارت الحوار بين المشتركين حيث تحدثت في المقدمة عن الوضع الملتهب في الشرق الأوسط والتطورات الناتجة عن إحتلال أجزاء مهمة من العراق وسوريا من قبل داعش وكذلك التدخلات الإقليمية في المنطقة.
وكانت أول المتحدثين المحامية الشابة اذار علك حيث تطرقت إلى التعديلات المقترحة على قانون الأحوال الشخصية النافذ والذي يحمل الرقم 188 لسنة 1959، والمقدمة للبرلمان العراقي والذي تتيح في أحد فقراتها الرئيسة جواز زاوج القاصرات من عمر 9 سنوات، وأدانت المتحدثة المشروع الذي يحاول أن يضع شؤون الأحوال المدنية بيد محاكم دينية بدلاَ من القضائية بما يؤدي إلى تمزيق المجتمع العراقي ويعمق الشق بين طوائفه المختلفة، إضافةَ إلى الفقرات التي تحط من حقوق المرأة والطفل، مؤكدةَ على دور المرأة في إقامة الدولة المدنية الديمقراطية التي هي الطريق إلى تحقيق السلام المجتمعي. وقد أثار طرحها ردود فعل في القاعة حيث وجهت لها أسئلة مهمة بما يخص هذا القانون والذي يتحيح الإنتقاص من حرية المرأة.
وعن تركيا والوضع فيها تحدث الناشط أركان عن السياسة التعسفية للرئيس التركي أوردغان في قمع كل المعارضين وفصلهم من وظائفهم وسلبهم حقوقهم المدنية وزجهم في السجون بلا أسباب، سوى إعتراضهم على سياسته الدكتاتورية رغم سلمية هذه الإحتجاجات. وضرب أمثلة عديدة على ذلك.
وبعدها تحدث ازاد حيدري، رئيس منظمة جاك الكردية، عن الوضع في سوريا، وخاصة في المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية والعربية المشتركة في روزافا والصراع المسلح ضد جبهة النصرة المدعومة من تركيا، ومن ثم ضد داعش ومحاولات الرئيس التركي لضرب هذه القوات، وأشار إلى الدور البطولي للنساء ومشاركتهن الفعالة في القتال. وكذلك تحدث عن الإنتصارات التي حصلت في سوريا على تنظيم داعش ودور حركة سوريا الديمقراطية الكردية في تحرير كوباني والرقة. وكذلك تطرق إلى التدخلات الاقليمية في المنطقة.
أما النائبة أمينة كاكابافي فقد تحدث بشكل عام عن إيران والمنطقة وعن دورها كعضوة برلمان يسارية في السويد، وعن علاقات السويد الإقتصادية مع بعض الدول الدكتاتورية وبيع السلاح لها والسكوت عن التجاوزات بحق القوى الديمقراطية وحقوق المرأة، داعية الأحزاب اليسارية في دول الشرق الأوسط إلى شحذ الهمم والوقوف ضد كل ممارسات الأنظمة الخاطئة.
الصحفي السويدي يواكيم مدين تحدث عن مرافقته لقوات الحشد الشعبي أثناء تحرير الحويجة، وأضاف أن الوضع في العراق معقد جداَ فما إنتهت معركة الحويجة حتى بدأ الصدام في كركوك. وتحدث أيضاَ عن التدخل الأمريكي الروسي التركي الإيراني في سوريا وسقوط ضحايا كبيرة من المدنيين.
الناشط المدني كفاح محمد الذهبي حيا في مقدمة حديثه إنتصارات القوات المسلحة على إختلاف أنواعها، وأشار إلى إن الإنتصار العسكري غير كاف ولابد من إجراءات على المستوى السياسي والإقتصادي والديني والتعليمي للقضاء على التعصب وتجفيف منابع الإرهاب. كما حيا القوى المدنية في تظاهراتها الدائمة من أجل إصلاح العملية السياسية وفضح الفساد توأم الإرهاب. كما أكد على فشل أحزاب الإسلام السياسي في بناء الدولة، وفشل المحاصصة بين القوى المتنفذة وكونها تنتج وتعيد إنتاج الأزمات وهي حاضنة للفساد. وأن الحل يكون ببناء دولة مدنية ديمقراطية وهذا لن يتم بدون ظهور كتلة ديمقراطية مدنية قوية قادرة على على الإخلال بموازين القوى لصالح بناء دولة المواطنة بديلاَ عن دولة المكونات. كما عرض أمثلة عديدة عن الفساد المنتشر في جميع مرافق الدولة.
وقد أتيح للجمهور طرح الأسئلة على المتحدثين في السيمنار، وكذلك تم إعطاء الفرصة للمشاركين في طرح الأسئلة على بعضهم البعض مما أتاح لهم الفرصة بالتعمق في فهم وجهات النظر التي طرحت في السيمنار وتبادل الآراء.
وفي سؤال وجه من قبل رئيسة مجلس السلم السويدي السيدة أكنيتا للمشاركين في السيمنار حول الموقف من إسرائيل ودورها في المنطقة وطلبت الإجابة من كل المشاركين جميعا وكانت الإجابات من الجميع متشابهة تقريبا.