فضاءات

سالي الشمري صبية متعددة المواهب

عادل الزيادي
في الديوانية وفي حي الفرات تسكن عائلة عاشقة للفنون. فرب العائلة حاصل على شهادة ماجستير لغة عربية، عازف اورك بمهارة وصاحب خزانة كتب ضمت كتب التراث والاجتماع والتاريخ. ربة البيت هي الاخرى تخصصت باللغة الانكليزية وبرعت بالحياكة والتطريز الفني، ولا غرابة اذن اذا تمثلت الصبية سالي بموسوعة اللغات والفنون ونهلت من مشارب والديها.
سالي صبية لم تبلغ الرابعة عشرة من عمرها، تتحدث الانكليزية بطلاقة وتتابع الافلام الاجنبية بحواراتها وتفاصيلها دون الرجوع الى الترجمة , كما انها برعت بالفن التشكيلي، فمنذ تسلسلها في المرحلة الابتدائية ثم المتوسطة برعت بالمشاركات في المعارض الفنية، وكانت أناملها تنتج أفكارا وألوانا قلَّما تجدها في مراحل مبكرة. ولا ينكر ان الابوين كانا يرعيانها بشكل دائم. تقول سالي: أشعر انني بحاجة الى رعاية اكبر من لدن البيئة المدرسية لان ما يجول في مخيلتي من رغبات أشبه بعاصفة فنية لا تحدها الفرشاة والالوان".
الصبية سالي كاتبة أيضا وسبق ان اعدت كتابات نثرية وبعناوين تستهوي المتابع وحازت على اعجابهم لكنها تشعر بالحيف لعدم توافر فرصة للنشر.
وسالي عازفة كمان من الدرجة الاولى واصبحت هذه الآلة في مركز اهتمامها فهي تحاكي الاغاني العراقية القديمة وقد عزفت على مسامعنا أغنيات تراثية مثل:"طالعة من بيت ابوهه، وجيت العب وي البيض وجي مالي والي" ثم انتقلت في عزفها الى سيدة الغناء ام كلثوم واختتمت فعاليتها بعزف النشيد الوطني, اعتزازا بعراقنا الحبيب.
لا بد من الاشارة الى معلمها الاول في الكمان الاستاذ عادل الهلالي رئيس فرقة "انغام التراث" الذي لم يدخر جهدا في رعايتها وهو متفاءل بإنضمامها الى فرقته عما قريب.