فضاءات

حوار في المقهى الثقافي عن كلية السينما المستقلة

طريق الشعب (لندن) - خاص
"كلية السينما والتلفزيون المستقلة.. تجربة رائدة في دعم السينما المستقلة" تحت هذا العنوان كانت أمسية المقهى الثقافي لشهر تشرين الثاني 2017 والتي أستضاف فيها المخرجين ميسون البا جه جي وقاسم عبد ليتحدثا عن تلك التجربة.
في البدء قدم مدير الأمسية السينمائي علي رفيق تعريفا بكلية السينما المستقلة جاء فيه :
تأسست كلية السينما والتلفزيون المستقلة في بغداد عام 2004 لتكون مركزاً للتدريب في مجال التلفزيون والسينما، ويعتبر هذا المركز الأول من نوعه في العراق وهو مشروع خيري غير حكومي وغير ربحي واحد موسسات المجتمع المدني
الهدف من إنشاء الكلية هو تقديم برامج تدريبية مجانية في ميدان السينما والتلفزيون للطلبة العراقيين، مساندتهم وتشجيعهم في أعمالهم الفنية، توفير الأجهزة اللازمة لهم، وتزويدهم بالمعلومات فيما يخص تمويل مشاريعهم المستقبلية، بالإضافة إلى إعلامهم بالدورات التدريبية الأخرى المتوفرة لهم في داخل أو خارج العراق.
أُنشأت الكلية من قبل سينمائيين عراقيين مستقلين يعيشون في مدينة لندن لهم تجربة طويلة في مجال السينما والتلفزيون وهما:
قاسم عبد : مخرج/منتج ومدير تصوير
ميسون الباجه جي: (مونتيرة سينمائيه)/مخرجة/ منتجة
استمرت الكلية في العمل لمدة عشر سنوات وبعدها توقفت عن العمل
ما تم إنجازه خلال العشرة سنوات الاخيره هو اقامة ست دورات، خمسة في مجال صناعة الأفلام الوثائقية دورة تدريبية في التصوير والإضاءة والصوت، بالاضافة الى ذلك فقد اقامت الكلية دورة للفيلم الوثائقي في مدينة الخرطوم بدعوة من معهد غوتا الالماني في 2010 ونظمت الكلية مهرجانا للفيلم الوثائقي في2011 وعرضت افلام طلبة الكلية في ثلاث محافظات عراقيه هي(بغداد ، اربيل ،البصرة )
سنة 2011 اشتركت الكلية مع الجمعية العراقية لدعم الثقافة في تنظيم وادارة اول مهرجان لحقوق الانسان في العراق ( عين بغداد ) 2012 الذي عرضت افلامه في اربعة مدن عراقية هي بغداد البصرة النجف والفلوجه.
ويعتبر مهرجان عين بغداد – المهرجان الاول لافلام حقوق الانسان واحد اهم المهرجانات السينمائية الناجحة فنيا وتقنيا.
وقدم مدير الأمسية تعريفا بضيفي المقهى ، لكنه قال من الفرص الجميلة ان يتم الأعلان من منبر المقهى عن خبرين لم يجرالنشرعنهما لحد الان الاول هو انتهاء المخرج قاسم عبد من وضع اللمسات التقنية الأخيرة على فيلمه الجديد الذي هوالأن عمليا جاهز للعرض وعنوانه ( مرايا الشتات) : فيلم وثائقي طويل يتناول حياة مجموعة من الفنانين التشكيليين في المنفى بعيدا عن وطنهم .والخبر الثاني هوستبدأ المخرجة ميسون الباجه جي بتصوير فيلمها الجديد وعنوانه (شكو ماكو) وهو فيلم روائي طويل كتبت السيناريو له مع الكاتبة القصصية العراقية ارادة الجبوري يروي حياة مجموعة من النساء العراقيات في فترة 2006/2007 فترة أشتعال العنف الطائفي .
وعن قاسم عبد تحدث علي رفيق قائلا:
مخرج ومنتج عراقي ، حائز على عدة جوائز.
وهو مصور جميع افلامه
تخرج في معهد الفنون الجميلة في بغداد
حصل على درجة الماجستير في معهد (فغيك) –معهد الدولة للسينما لعموم الأتحاد السوفييتي – موسكو
مقيم في لندن منذ عام 1982 ولحد الآن ويعمل فيها مخرجا
مؤسس مشارك لمركز التدريب السينمائي غير الحكومي الذي أطلق عليه الكلية المستقلة للسينما والتلفزيون وكان يدرس فيها .
وفاز 21 فيلما من اخراج طلاب الكلية في المهرجانات العربية والدولية
كما قام قاسم بتدريس السينما في دورات متخصصة في بريطانيا والأردن والسودان وفلسطين (في القدس وغزة وجامعة بير زيت)
شارك في عضوية لجنتي التحكيم في مهرجان ابوظبي 2010 ومهرجان بغداد لحقوق الانسان 2012
كان قاسم منظما ومديرا لمهرجانين سينمائيين في العراق
الاول عام 2011 مهرجان الأفلام الوثائقية في العراق – بغداد
الثاني عام 2012 مهرجان –عين بغداد- لافلام حقوق الأنسان
من افلامه:
همس المدن 2014- حصل على تنويه في مهرجان سينما الواقع 2014
الحياة بعدالسقوط2008 فاز كأفضل فيلم في مهرجان ميونيخ 2008
ناجي العلي –فنان ذو رؤية –فاز بجائزة مهرجان الفيلم العربي في لندن عام2000
وسط حقول الذرة الغربية 1990 –عرض في قناة 4 البريطانية
حاجز سردة –افضل فيلم قصير –مهرجان العراق السينمائي 2005
اجنحة الروح – مهرجان افلام الخليج
وعن ميسون الباجه جي فقدم التعريف التالي:
مخرجة سينمائية بريطانية من اصل عراقي تقيم في لندن
درست في العراق والولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة
درست في كلية لندن الفلسفة وحصلت على البكالوريوس بمرتبة شرف
وتخرجت في مدرسة لندن للسينما
عملت لسنوات في منتجة الافلام الوثائقية والروائية
منذ عام 1994 عملت كمخرجة للأفلام الوثائقية المستقلة
كتبت سيناريوهات لافلام عديدة أختير احدها من الاتحاد الاوربي
درست السينما لطلاب في بريطانيا وفلسطين (القدس وغزة و جامعة بير زيت)
عضو مؤسس لمجموعة (لنعمل معا) المكرسة لنصرة المرأة العراقية منذ عام 2004
شاركت مع زميلها قاسم عبد في تأسيس كلية مستقلة للسينما والتلفزيون في بغداد
من افلامها:
فيلم اصوات من غزة (52 دقيقة)-انتاج القناة 4 البريطانية –اخراج انتونيا كاتشيا ..انتاج ومونتاج ميسون الباجه جي
حائز على جائزة الشريط الأحمر ، مهرجان السينما الامريكية وافلام الفيديو ، سان فرانسيسكو
- فيلم نساء العراق : أصوات من المنفى –انتاج القناة 4 البريطانية – اخراج وانتاج ميسون الباجه جي
- الرحلة الايرانية ( 83 دقيقة)– انتاج المملكة المتحدة والبرازيل : اخراج لوسيا دو غويرا وجون ساندرز وميسون الباجه جي ومن انتاج ومونتاج ميسون الباجه جي..وهو رحلة ل 24 ساعة مع سائقة الحافلة الوحيدة في العالم الأسلامي – حاز على الجائزة الاولى لمهرجان كالاماتا السينمائي الدولي للافلام الوثائقية
- الناس والآثار- (52 دقيقة) – من انتاج ايكو (الولايات المتحدة الامريكية) اخراج ميسون الباجه جي
-فيلم المياه المرة (76 دقيقة) مشاركة في الاخراج والانتاج من قبل ميسون
-فيلم العودة الى ارض العجائب (88 دقيقة) –اخراج وتصوير ومونتاج وانتاج ميسون عن عودتها الى بغداد في 2004 بعد غياب 35 عاما
- فيلم الحياة بعد السقوط من اخراج قاسم عبد ومونتاج ميسون
- محاربات من العراق( 102 دقيقة) –عام 2008 من اخراج 5 من 5 مدن عراقية عرض في مهرجان روتردام للأفلام العربية عام 2009
وعرضت على الشاشة خمسة أفلام تباعا وهي من نتاجات الطلبة :
- فيلم(فحم ورماد) لمخرجه حسين محسن.
- فيلم ( تكلم بما تفكر به) لمخرجه عماد علي
- فيلم (الأرملة) لمخرجه حسنين هاني
- فيلم( غن أغنيتك) لمخرجه عمر فلاح
- فيلم (الأم الأخرى) لمخرجيه فايز الكناني وسهى احمد.
وبعد العرض، دعا علي رفيق المبدعين ميسون وقاسم الى المنصة ، وقدم لهما الشكروقال لهما مهنئا بمنجزهما:" انكما كنتما وراء انجاز طلابكم الذي يستحق التقدير والثناء". وطلب اليهما الحديث عن كيفية انبثاق فكرة تأسيس كلية للسينما المستقلة وما رأيهما بما حققاه عمليا وماهي المشاكل او الصعوبات التي أدت الى تعثر المواصلة ، مما أدى الى أغلاقها بعد عشر سنوات من العمل الدؤوب.
تحدث في البدء قاسم عن البدايات فذكر انه وميسون كانا عام 2004 في فلسطين يعملان دورة تدريبية لطلاب جامعة بير زيت:" ففكرنا بعد التحولات في العراق ماذا نستطيع ان نقدم للعراق .. حيث كانت الطموحات في البناء كبيرة..ولأننا كان لدينا تجربة ناجحة في تدريس السينما فقررنا ان نمد يد المساعدة الى الشباب في بلادنا وخاصة اولئك الذين يتوقون لصناعة الافلام السينمائية والأخذ بيدهم لتحويل أفكارهم الى الشاشة عبر مدر سة نكونها كمشروع خيري ومركز للتدريب في مجالي السينما والتلفزيون وكنا معنيين بالفيلم المستقل اي ان صناع مثل هذا الفيلم يقدمون رؤى وأفكار جديدة وبتكاليف منخفضة واستخدام الأجهزة والتقنيات التي يمكن ان نوفرها لهم ".
وسأل مدير الامسية : وبعيدا عن روتين وأشراف الحكومة؟ فأجاب قاسم : "لم تكن هناك أصلا في 2004 حكومة بالمعنى المعروف " واضاف :" مشروعنا كان بمعنى آخر ما يطلق عليه سينما المؤلف اي أن يكون المخرج هو كاتب السيناريو والمصور والمونتير والمخرج" واستعرض قاسم انجاز المدرسة فقال انها عملت ست دورات وانهم مع كل دورة كانوا يتقدمون خطوة في ترسيخ التجربة لكنه تعترضهم مشاكل ومصاعب جديدة "
اما الفنانة ميسون الباجه جي قالت كنا نأمل في تجربتنا ان تتواصل لكن ظروف العراق وقتذاك كانت تفرض على عملنا التوقف بسبب حصول حادث أمني معين هناك او تفجير هناك.. الخ. كنا نتوقف لاسابع ثم نستأنف وهذا يؤثر في كل الأحوال على تصوير الأفلام في بيئة غير مستقرة وغير آمنة .. وأضافت :" ان زميلي قاسم قضى وقتا أكثر مني وتحمل عبء التدريس.. لعدم استطاعتي البقاء في العراق لفترات طويلة .. ولكي نساعد اكثر كان طلابنا يخرجون الى دمشق وعمان ليتموا عمليات المونتاج والمراحل الأنتاجية التكميلية التقنية " وأضافت " هناك كنت استطيع ان أساعدهم في تلك العمليات واستطعنا أنجاز الكثير بعد ان عاش الطلاب جوا ، بعيدا عن الرعب اليومي الذي كانوا يعيشونه في الوطن ، فقسط الراحة أثمر أمكانية أخرى لأن يبنوا افكارهم بحرية ".
أكدت ميسون في حديثها انهما حين أسسا الكلية (التي نسميها كلية مجازا) فهي مساحة صغيرة .. وكاميرات وادوات تقنية بسيطة.. وانهما خططا لأستقدام أساتذة وفنانين من الخارج ليستفيد طلاب الكلية من خبراتهم النظرية والتطبيقية ، لكنها أشارت الى ان الوضع الأمني الذي عاشه البلد حال دون تحقيق تلك الخطط .. اما حول دعم الكلية فقالت الفنانة أنهما قررا منذ البدء على عدم أستلام الدعم من الحكومات وأنما أقتصر الأمر على ما تقدمه الجهات الخيرية .
وأضاف الفنان قاسم ان الكلية أستطاعت ان تحرز نجاحا ملحوظا في عملها ، فقد انتجت 21 فيلما ، وعملت 6 دورات تخرج فيها طلابا متمكنين من صناعة أفلامهم بأنفسهم .. لكن هذا طبعا لم يخلو من مشاكل ، هي نفسها المشاكل التي يعاني منها البلد فقد تعرض احد المخرجين الشباب الى ان يطلق بعضهم النار عليه ، ومخرج آخر خضع للأبتزاز العشائري بحجة انه صور زوجة أحدهم والذي أعتبر هذا الزوج العمل من شأنه أن يلحق العار به مما جعله محتميا بعشيرته التي قاضت المخرج بتعويض (فصل عشائري ) قدره 12 الف دولار ..دفعها المخرج صاغرا ..وذلك لأنه ينتمي لأقلية مضطهدة.
رغم هذا ذكر قاسم ان نتاجات الطلاب عرضت في مهرجانات سينمائية في مختلف بلدان العالم وحصلوا بما يقارب الـ16 جائزة. اما موضوعات الافلام فقال قاسم "من المعروف ان السينما ذاكرة ، ومن هذا المنطلق نرى ان الموضوعات التي تناولها الطلاب تؤرخ لأحداث مفصلية في تاريخ البلد مثل الدستور وكتابته والتصويت عليه والانتخابات وأضافة الى موضوعات الحالة الأجتماعية كتلوث البيئة والأرامل والأيتام ..الخ.
قدم الكاتب والروائي زهير الجزائري مداخلة قال فيها انه كان قريبا ومتابعا لعمل ميسون وقاسم في مشروعهما بحكم ان واحدة من طلابهما وهي بطلة احد الأفلام التي عرضت (كوثر) هي كانت تعمل في نفس الوقت مراسلة في وكالة (اصوات العراق) الذي كان يديرها آنذاك ومنطقة عملها كان تغطية أخبار المنطقة الخضراء وهي مركز الخبر العراقي بأمتياز .. وذكر زهير ان مراسلته كانت تعاني من مضايقات وتهديدات وذكرت بعضها في الفيلم الذي شاهدناه قبل قليل لكنه قال " هناك حدث لم تذكره ففي احد الايام كنت في سفرة الى عمان من بغداد وفي وقت صعودي على سلم الطائرة تلقيت رسالة (مسج) على تلفوني النقال كانت من كوثر تقول لي فيها ان هناك من يلاحقها ، وانهم ينوون قتلها ، واردت اتابع الأتصال ، لكنه أنقطع ..ولكم ان تتخيلون الموقف الحرج ..وعند متابعتي لاحقا عرفت ان كوثر تعرضت لمحاولة اختطاف سابقا .. وان هذه المحاولة الثانية قد فشلت ..لكنها عاشت وضعا نفسيا لا تحسد عليه ، وضغطا كبيرا مما جعلها تغادر الوطن لكن الكوابيس والحالة النفسية التي تعيشها وهي في الغربة تنغص عليها حياتها رغم مرور وقت طويل على وجودها في الخارج . وأكد زهير ان هذه المشكلة التي عالجها الفيلم هي ما تعرض له الصحفيين في العراق الذي شهد في تلك الفترة رقما كبيرا تجاوز 168 صحفيا قتيلا عدا المعوقين وهذا اكبر رقم في بلد منذ الحرب العالمية الثانية واكثرمن حرب فيتنام التي دامت عشرين عاما . وكانت ملاحظة زهير الأخرى ذكر فيها " انه كان قد حضر لأول فعالية عرض افلام الكلية أقيمت في نادي العلوية ..لاحظت ان مشاهدي تلك الأفلام وانا منهم ..بعد العرض لم نتحدث عن الأفلام وموضوعاتها ، كأنها لا شيء..كأنها جزء من الحياة العادية ..فالعراقيون صاروا يعتبرون تزايد أعداد الأيتام ومنع الموسيقى والغناء ، ضمن الفوضى العارمة المليئة بالقصص العجيبة والغريبة " .
وشارك في الحوار عديد من الحضور بينهم الكاتبة فاطمة المحسن والمخرج السينمائي جعفر مراد .
وأنتهت الأمسية بعد ان تجاوزها وقتها لأكثر من ساعتين لكن الحضور تابعها بأهتمام وشغف .. وكان المقهى فيها يضيف لسجله الحافل في تقديم الأماسي التي تقدم المتعة لجمهوره لكنها في نفس الوقت تساهم في الحوار بالشأن الثقافي العراقي والقاء الأضواء على مشهديته المتعثرة للأسف .