فضاءات

في هولندا.. احتفاء بالفنان التشكيلي بشير مهدي وبتجربته

طريق الشعب
احتفت تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي ورابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في هولندا، السبت الماضي، بالفنان التشكيلي بشير مهدي الذي تحدث عن منجزه الإبداعي، وعرض قسما من لوحاته، وسط جمع من الفنانين والأدباء والأكاديميين والناشطين المدنيين من أبناء الجالية العراقية.
جلسة الاحتفاء التي احتضنتها قاعة النادي الثقافي المندائي في مدينة لاهاي، استهلتها الفنانة التشكيلية عفيفة لعيبي، عضو اللجنة التنسيقية للتيار الديمقراطي العراقي في هولندا، بتقديم سيرة المحتفى به، ملقية الضوء على نشأته ودراسته وحياته الاجتماعية، وتنقلاته بين المدن.
أعقبها الإعلامي كريم النجار بقراءة بعض الشهادات عن المنجز الإبداعي للفنان ومسيرته الفنية.
بعد ذلك عقب الناقد ياسين النصير متناولاً نماذج من أعمال الفنان بشير مهدي عرضت خلال الجلسة، وقدم شرحا تفصيليا لموضوعاتها، ومفردات الرسم فيها، وبُعدها الدرامي، وما تتضمنه من خطاب يحاكي الذائقة الأوربية والشرقية في آن واحد.
ونبه النصير في حديثه الى البعد الهندسي الواضح في لوحات المحتفى به، حيث الخطوط الصارمة التي يركب فيها المربع والمثلث، مشيرا إلى ان الفنان بشير يجسد في أعماله انفعالات الأشياء وحركاتها الذاتية، وطيات الأقمشة وتناسقها وتوزيع الضوء، ويعكس حساسية شعرية تفصيلية للأشياء.
وأضاف قائلا ان المحتفى به "يقتنص اللمحة التي تجمع أشياء لوحته في لحظة بوح مشتركة. وان هذه الشعرية ذاتية تدرب عليها منذ زمن طويل، وتشهد عليها لوحاته، وهو يتعامل مع لغة الأشياء الصاخبة والمعبرة عن دواخل مكبوتة. ففي انحناءات وثنيات الشراشف والستائر المتجسدة في لوحاته، دراما شعرية تنم عن دقة تصويرية هائلة للمشاعر، تقربنا من الطبيعة بحساسية شعرية تنقل الأشياء من طبيعتها العادية وهي في العالم الخارجي، إلى طبيعتها الفنية، لتحبب لنا اللوحة وتدخلنا في التأمل".
وشرح النصير أسلوب الفنان بشير في الدمج بين تركيبتي الضوء والظل في لوحاته، مشيرا إلى ان "الأرضية الداكنة هي العالم السفلي الذي تؤول إليه كل الأشياء، وانها تمثل سقفا يتلقى ما يسقط فوقه".
وفي سياق الجلسة عرض فيلم سينمائي عن الفنان بشير مهدي، مدته ساعة كاملة، كانت قد انتجته قناة "الفيحاء" الفضائية. ويتحدث الفيلم عن سيرة المحتفى به وأعماله الفنية، ويتضمن آراء لفنانين هولنديين حول شاعرية لوحاته، وكيف انه يمزج بين الرموز العراقية والغربية في موضوعات أعماله.
وشهدت الجلسة حوارا بين الفنان المحتفى به والحضور، حول الأفكار التي تتضمنها أعماله، ونشأته وبداياته الفنية وذكرياته في بلده العراق.
وفي الختام جرى تقديم هدايا رمزية إلى الفنان بشير مهدي، وإلى كل من ساهم في إنجاح الجلسة.