فضاءات

على شرف الذكرى الـ 80 لتأسيس الشيوعي العراقي : مهرجان شعر شعبي في بغداد / طه رشيد

وسط حشد من الشيوعيين واصدقائهم، نظم الحزب الشيوعي العراقي، مساء الجمعة الماضية، على قاعة المركز الثقافي النفطي في بغداد، مهرجانا للشعر الشعبي على شرف الذكرى الـ 80 لتأسيسه في 31 آذار1934.
وقد ابتدأت الاحتفالات بهذه الذكرى مبكرا على غير العادة، إذ انطلقت الشهر الماضي في مدينة التأسيس، الناصرية، بحضور اغلب قيادات الحزب إلى جانب حشد من الجماهير، وستستمر الاحتفالات طيلة العام المقبل، نظرا لما تشكله هذه الذكرى من اهمية لدى الشيوعيين واصدقائهم.
افتتح المهرجان الشعري الذي أداره الشاعر عبد السادة البصري، بنشيد "موطني"، ثم الوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء الحزب والحركة الوطنية. وكانت الكلمة الاولى بإسم الحزب، القاها الرفيق مفيد الجزائري وعبّر فيها عن شكره وامتنانه لاستجابة هذا العدد من الشعراء لاحياء المهرجان، (نُشر نص الكلمة الخميس الماضي على هذه الصفحة نفسها).
وقبل ان تصدح حناجر الشعراء، كانت هناك دقائق معدودة للموسيقى. إذ عزف الفنان علي حافظ اغنيتين رسختا في الذائقة الوطنية العراقية، وهما "هربشي"، و"ياعشكنه". فغنى الحاضرون معه.
خصص هذا المهرجان لشعراء المحافظات، الذين تحملوا عناء السفر من اجل ان يغنوا لحزبهم وناسهم ووطنهم. فكان أول المشاركين هو الشاعر نوفل الصراف من كربلاء، تلاه الشاعر فاضل السعيدي من الناصرية، وستار الدليمي من النجف الذي دعا في مطلع قصيدته الى التآخي والمحبة، رافضا الطائفية والتقسيم بين ابناء الوطن الواحد:
"لا تهديلي سيف اذبح اخوي اتريد
وتظل تضحك علي واتعذب ابضيمي
واحد و"العَجَل" متشابكه ويه"الچا"
عراق آنه وصعب هيهات تقسيمي
المذاهب وحده ابد كل فرق ما موجود
سيد موسوي لو سيد انعيمي
فتلاوي علي بس ساكن الانبار
وصار ابن النجف ستار الدْليمي".
بعد ذلك قرأ الشعراء زهير غادي من الرميثة، ومحمد النعماني من الكوت، وفدعم الحيالي من الموصل، وطه التميمي من بابل، واسماعيل محمد اسماعيل من السماوة، وكامل سواري من الناصرية.
وكانت الخاتمة المسك للشاعر خليل الحاج ناصر (عمو ناصر)، الذي نال حظا وافرا من التصفيق، حيث جاء من البصرة ليغني للحزب:
"نوبات اضحك دمع من تخلص ادموعي
ونوبات اعلك شمع من تنطفي اشموعي
وشديت حبك ضلع من علكوني الربع وكسروا اضلوعي
وكالولي احجي الصدك ليصير موتك خنك
ولمن حجيت الصدك كالولي حجيك جذب
كلّنه من يا حزب؟
كلتلهم اشيوعي".
ومعروف عن عمو ناصر سرعة البديهة. فقال بيتا لخص فيه مكانة الحزب بين الناس:
"حزب الشيوعي طعم لفة وبطل ببسي / مكانك ابنص الكلب شتْسوي بالكرسي؟".
لقد كان الشعراء بحق "شدة ورد" تعانقت بكلماتهم مدن العراق لتغني في الذكرى الثمانين لميلاد حزبنا.