فضاءات

جاء الشتاء وأمطاره.. فهل تتكرر المعاناة؟ / احمد عبد صبري

شهد فصل الشتاء الماضي موجة امطار غزيرة، اغرقت معظم احياء بغداد وشوارعها الرئيسية والفرعية، وتسببت في شل حركة السير فيها. وقد القي باللوم في ذلك على الجهات الحكومية صاحبة العلاقة، وخاصة امانة بغداد ووزارة البلديات، لعدم استعدادها للتعامل مع الكميات الهائلة من الامطار.

وحتى لا تتكرر الماساة مرة اخرى، فقد طالب المواطنون والكثير من وسائل الاعلام، بتلافي الاخطاء التي حصلت في العام الماضي وما نتج عنها من خسائر كبيرة في الممتلكات والاراضي الزراعية.
فيما اعلنت امانة بغداد عن نيتها اجراء حملة لتأهيل شبكات المجاري لتصريف مياه الامطار، خاصة في ظل توقعات الخبراء في احوال الطقس بان هذا الموسم سيكون ذا امطار غزيرة وبرد قارس، يفوق ما شهدته البلاد في المواسم السابقة.
"طريق الشعب" استطلعت آراء بعض المواطنين حول مستوى استعداد الجهات المعنية لاستقبال فصل الشتاء المطير وما يحمله من مفاجات قد لا تحمد عقباها.
وزارة النفط

المواطن عمار هادي يقول: نلاحظ ان هنالك بعض الاستعدادات من قبل بعض الجهات المعنية لاستقبال فصل الشتاء لكن بعضها جاء متأخراً. فبالنسبة للبطاقة الوقودية تم ايقاف العمل بها منذ نهاية الشتاء الماضي ولم يعمل بها مجدداً الا منذ حوالي شهرين تقريباً.
في حين كان من المفروض استمرار العمل بها حتى في موسم الصيف لضمان حصول المواطنين على حصصهم المقررة من مادة النفط بانسيابية، وتخزين ما يحتاجونه من الوقود استعداداً لاستقبال موسم الشتاء بدون معاناة وبدون ابتزاز من اصحاب السوق السوداء، الذين يختلقون الازمات ليعتاشوا عليها.
المواطنة عفيفة ثابت تقول: رغم ان الانتاج النفطي في العراق في تزايد مستمر حيث بلغ ثلاثة ملايين برميل يومياً حسب تصريحات المسؤولين، تبقى حصة المواطن من النفط كما هي، اي خمسين لتراً. وهي لا تكفي لسد احتياجات عائلة محدودة العدد فكيف بالعوائل الكبيرة.
والامر الآخر ان هناك بعض المناطق لا تتوفر فيها محطات وقود ولا يصلها اصحاب السيارات الحوضية، وهذا ما يدفع الناس الى الذهاب الى اقرب محطة وقود لغرض الحصول على حاجتهم من النفط ما يحملهم نفقات اضافية، ناهيك عن مشقة الذهاب الى تلك المحطات والعودة منها.

وزارة الكهرباء
المواطن احمد عزيز يقول: من الاحتياجات الاخرى المهمة في فصل الشتاء توفير الطاقة الكهربائية حيث حاجة الناس الى تشغيل السخانات والمدافئ الكهربائية وغيرها. ويستطرد قائلاً: رغم التحسن الحاصل في مستوى تجهيز الطاقة الكهربائية في الفترة الاخيرة الا ان الابقاء على المولدات الاهلية وتحديد سعر الامبير من قبل الجهات المعنية يبعث القلق في نفوس المواطنين. فهذا معناه انه قد يحصل تلكؤ في مستوى تجهيز الطاقة الكهربائية مع اشتداد موسم الشتاء، والا لماذا الابقاء على عمل المولدات الاهلية ووضع تسعيرة لها اذا كانت وزارة الكهرباء متأكدة من انجازها ومن محافظتها عليه كما يقولون في تصريحاتهم الرسمية.

امانة بغداد
يقول المواطن صلاح حسين: رغم اننا في بداية موسم الشتاء الا اننا نرى طفحاً بمياه المجاري في بعض المناطق في بغداد وخصوصاً المناطق الشعبية، اضافة الى بعض الشوارع الرئيسة. فقبل حوالي شهر كان هناك طفح للمياه في شارع معارض الحبيبية استمر لمدة يومين تقريباً قبل ان يعالج، وقبلها في منطقة الاولى في مدينة الصدر. تلك المنطقة التي عانت الأمرين في الشتاء الماضي حيث غرقت معظم بيوتها وتعرضت لاضرار كبيرة. وهذا يعني ان لا وجود لاستعداد حقيقي لمجابهة ما سيحصل هذا الشتاء وان ما يعلن عنه من استعدادات هو لاغراض الدعاية الانتخابية فقط. بدورنا نشدد على ان تكون الجهات المختصة بمستوى المسؤولية فيما يتعلق بتنفيذ واجباتها، وانجاز الاستعدادات الضرورية لاستقبال فصل الشتاء، حتى لا تتكرر المأساة مرة اخرى.