فضاءات

ندوة عن حركة الانصار الشيوعيين ضد النظام المباد

بغداد – طريق الشعب
القى الرفيق محمد جاسم اللبان عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، يوم الجمعة الماضي في مقر اللجنة المحلية للحزب في الكرخ الثانية، محاضرة عن حركة الانصار الشيوعيين التي خاضت الكفاح المسلح ضد النظام الدكتاتوري المباد في مناطق اقليم كردستان، في الفترة بين اواخر السبعينيات واواخر الثمانينيات من القرن الماضي.
قدم للندوة سكرتير اللجنة المحلية وحضرها جمهور من اعضاء الحزب واصدقائه، وتوقف فيها الرفيق اللبان عند الأسباب التي اضطرت حزبنا للانتقال الى معارضة النظام في السبعينيات والمبادرة لتشكيل الحركة الأنصارية وفصائلها منذ اواخر عام1978 بعد اعلان القطيعة التامة مع النظام الدكتاتوري والدعوة لإنهائه في اعقاب اجتماع اللجنة المركزية في تموز عام 1979 وتبني الكفاح المسلح الذي اعتبره الحزب الاسلوب الرئيسي ضد الدكتاتورية وذلك في اجتماعات اللجنة المركزية في عام 1980 و1981 وفي المؤتمر الوطني الرابع 1985 .
واشار الرفيق اللبان الى ان الحركة الأنصارية لعبت دورا مشهودا في تعزيز هيبة الحزب ومكانته وحماية كوادره وانقاذ اكبر عدد ممكن ممن تعرضوا للملاحقة على ايدي اجهزة القمع. وقامت فصائل الحركة الانصارية بانجاز هذه المهمات وفقا للامكانيات المتاحة والظروف النضالية الصعبة، خصوصا تعقيدات الحرب العراقية- الايرانية وتأثيرها السلبي على حركة الأنصار، عندما اصبحت اجزاء واسعة من كردستان ميدانا من ميادين تلك الحرب.
واضاف اللبان ان الحركة الانصارية ضمنت تواصل العمل التنظيمي للحزب وعلاقته بالاحزاب الاخرى، ووفرت مواقع امينة لاجهزة الاعلام من اذاعة وصحافة وقامت بعمليات بطولية مشهودة ضد النظام الدكتاتوري , ودعمت بشكل فعال انتفاضات الربيع في كردستان عام 1982 و1984 و1987، وأمنت امكانية انعقاد الوطني الرابع للحزب على ارض الوطن وغير ذلك من المآثر البطولية. كما تحدث الرفيق عن تركيبة الحركة الانصارية حيث ضمت شرائح المجتمع من الطلبة والشباب والموظفين والمثقفين والفلاحين والعمال والنساء. واستطرد في حديثه عن مآثر شهداء الحركة الانصارية مشيرا الى البطولات التي اجترحوها، ذاكرا بالأسماء الشهداء والشهيدات الذين رووا جبال كردستان بدمائهم، دفاعا عن حرية الوطن واستقلاله ومن اجل تقدمه، مجسدين بمواقفهم شعار حزبهم آنذاك (الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي الحقيقي لشعب كردستان).
غير ان هذه الحركة المجيدة لم تستطع الصمود في مواقعها بوجه الآلة العكسرية الضخمة للنظام، التي زجها في اعقاب وقف القتال مع ايران في صيف عام 1988 في حملات الانفال الوحشية واستخدامها للاسلحة الكمياوية المحرمة، فاضطرت قوات الانصار الى الانسحاب والابقاء على قواها بعيدا عن متناول القوات الحكومية بانتظار الفرصة الملائمة لمواصلة العمل. وهو ما تحقق في انتفاضة اذار عام 1991 اذ لعبت هذه الفصائل دورا مشهودا في الهاب حماس الجماهير وتطوير انتفاضتها ضد قوى القمع الحكومية خصوصا في صيف عام 1991 .
واجاب الرفيق اللبان بعد ذلك على اسئلة الحضور وبضمنها ما يتعلق باحداث بشتاشان عام 1983، وعلاقة الحزب بالاحزاب الكردستانية والتحالفات التي عقدها معها وغير ذلك من القضايا المتعلقة بالحركة الأنصارية نفسها.
وتساءل أحد الحاضرين: لماذا لم تستطع الحركة الانصارية التحول الى حركة جماهيرية تشمل الريف او المدينة في عموم العراق؟ فيما قدم آخرون مقترحات بشأن التعريف الاوسع بالحركة الأنصارية عبر اصدار المزيد من المطبوعات المتعلقة بتاريخها ودورها.
هذا وقد اقيمت الفعالية في اطار الاحتفاء بالعيد الثمانين للحزب الشيوعي العراقي، واستمع الحاضرون فيها ايضا الى قصيدة شعبية القاها السيد محمود العكيلي.