فضاءات

أبو حسون:لن أترك عملي الحزبي إلا إذا خانتني قدماي / طارش جبار

ناجي محمد حسن ( ابو حسون ) هذا الرجل ولد في قضاء الشنافية عام 1942 وراى بام عينه ظلم الاقطاع وملاك الاراضي وبؤس الفلاحين وشقاءهم. درس حافيا ممزق الثياب وبجسد هزيل ونحيف حتى اطلق عليه احد معلميه لقب ( غاندي ) لما راى عليه من الضعف والهزال وحين انتقل الى بغداد استقر به الحال في محلة السباع وشارع الكفاح فوجد ان الناس معدمة الحال ولا تسر الناظرين. امتهن مهنة الحدادة فاصبح ماهرا بفضل اكثر الاسطوات خبرة في هذا المجال وكان احتكاكه مباشرا مع مناضلي الحزب الشيوعي العراقي الرافضين لاوضاع البلد المتردية انذاك.. اعتقل اول مرة حين كان يروج حملة ?جمع التواقيع انتصاراً للشعب الكردي ولم يخرج الا بكفالة من قبل خاله، ومن هذه البيئة المعدمة دخل معترك الحياة السياسية فاصبح مناضلا شيوعيا انتهل من مبادئ حزبه واهدافه وكان ثمرة ذلك الاعتقال والسجن في ( نقرة السلمان ) والذي تعرف على الكثير من المناضلين امثال وزير الري السابق مكرم الطالباني والاستاذ عبدالجبار عبدالله رئيس جامعة بغداد حينذاك والجراح الشهير اديب صبحي اضافة الى اكثر من 700 ضابط ومن مختلف الرتب والذين شاركوا في معارك فلسطين. ومن الشعراء مظفر النواب والكثير من الادباء والفنانين والاستاذ يحيى ق.
ابو حسون هو الان احد اعضاء خليتي النشطين وهو برغم كبر سنه الا انني لا اتذكر يوما انه تخلف عن اي اجتماع حزبي او اي نشاط آخر. ذات يوم سمعت جلبة داخل المقر فعرفت مصدرها وهو ان ابا حسون يطالب بزيادة حصته من الجريدة الرسمية للحزب فهو يقوم بتوزيع الجريدة على اصدقائه ومعارفه في الكرادة وخصوصا في ابو قلام وارخيته والبوشجاع وسيد ادريس والزوية وعلى طول الشارع العام دون كلل او ملل، فتحية لهذا الرجل الكبير في كل شيء علما اننا نصحناه بأخذ قسطه المطلوب من الراحة لكبر سنه وسوء صحته الا انه ابى بقوة قائلا لن اترك هذا العم الا اذا خانتني قدماي عن السير.
وهو يفتخر انه التقى بالرفيق سلام عادل عام 1959 في ساحة زبيدة في قمبر علي، وبالذات في مقهى حسن المهداوي، ونتيجة هذا السفر النضالي قام بنشر سيرته الذاتية في كتاب (الايام تدور والامتحان عسير).