الرفيقات والرفاق الاعزاءنشكركم من القلب لدعوتكم لنا للمشاركة في حفل الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، ونأسف لعدم تمكننا من التواجد بينكم، ونتمنى ان تكون تحيتنا بهذه المناسبة بديلاً عنا.
نبعث اليكم بأحر تحياتنا بمناسبة الذكرى الـ80 لتأسيس حزبكم. في مثل هذه المسيرة المثيرة للاعجاب، ينبغي للمرء ان يلقي نظرة على تاريخ طويل يحفل بالتغيرات. فرغم بشاعة ما تعرض له من قمع وملاحقة اصبح اكبر احزاب اليسار واكثرها نفوذاً في الشرق الأوسط.
ومنذ تأسيسه في آذار 1934 ناضل الحزب الشيوعي العراقي من اجل العدالة الاجتماعية ورفع مستوى معيشة المواطنين وحماية حقوقهم وتوفير الأمن وتحقيق الحرية والديمقراطية والمساواة بين النساء والرجال، ومن اجل التحرر الوطني وضد الشوفينية.
اذا القينا نظرة على الوضع في العراق في 2014، سنرى بلداً يعاني من تركة قمع الدكتاتورية والحصار الاقتصادي والحرب في 2003 والحرب الطائفية التي تلتها. ونرى ان الحياة السياسية في العراق ما تزال بعيدة عن تحقيق العدالة الاجتماعية، فقد تحسن مستوى المعيشة للبعض فحسب وليس للاغلبية، وتتسع الفجوة بين الاثرياء والفقراء، وتتعرض الاحزاب السياسية والنقابات الى ضغوط، وتعاني حقوق المرأة انتهاكات كبيرة من قبل الحكومة، وتهدد اعمال العنف الطائفية أمن المواطنين وحياتهم وخلّفت اكثر من 3 آلاف قتيل هذا العام.
ان الاهداف التي كان الحزب الشيوعي العراقي يناضل من اجلها قبل 80 عاماً لا تزال ملحة. وهو ما قد يجعل المرء يشعر بالاحباط اذ يرى انه بعد 80 عاماً من النضال من اجل العدالة الاجتماعية والديمقراطية والحرية والسلام لا تزال هذه الاهداف بعيدة.
لقد تعرض حزبكم منذ تأسيسه الى تجارب مؤلمة جراء أشكال القمع والاضطهاد والملاحقة، والضغط المستمر الذي كان يجبركم على ممارسة العمل السري، واعتماد اشكال متعددة من التنظيم. وكان أبشعها اعدام آلاف الشيوعيين بعد انقلاب 1963 وفي عهد صدام حسين. ونحن نستذكر ضحايا القمع السياسي آنذاك وفي الوقت الحاضر.
ولكن، بالرغم من القمع والاضطهاد على امتداد 80 عاماً، لا يزال الحزب الشيوعي العراقي ينبض بالحيوية. فانتم تناضلون بإصرار من اجل عراق ديمقراطي حر وآمن، وتقدمون الدعم للنقابات، وتطلقون مشاريع مثل "العيادة الشيوعية". وعلى صعيد الانتخابات اظهرتم قدرتكم على بناء تحالفات مناهضة للقوى الطائفية في العراق عبر ائتلاف مدني وديمقراطي. وقد نظمتم تظاهرات وتجمعات جماهيرية، وتواصلون مسيرتكم بثبات. اننا نعتبر ان نشاطاتكم في العراق لا غنى عنها وضرورية، ونعبر عن إعجابنا ببسالتكم!
ويؤكد حزب اليسار الالماني تضامنه معكم ووقوفه الى جانبكم. ونحن نتذكر مرة بعد اخرى مجزرة حلبجة، ونذكّر الحكومة الالمانية مراراً ان عليها ان تفعل كل ما هو ممكن من اجل حماية حقوق الانسان في العراق. ان السلام هو الأساس لمجتمع ديمقراطي وحر. لقد أعلنا ادانتنا القوية لحرب العراق وكنا في مقدمة التظاهرات المناهضة للحرب. وانتقدنا مراراً الحكومة الالمانية لدعمها غير المباشر للحرب. ونحن الحزب الوحيد في البرلمان الالماني الذي يقول "لا" للتدخل العسكري، والحزب الوحيد الذي يطالب بالوقف الكامل لصادرات الاسلحة. وسنواصل السير على هذا الطريق ونناضل من اجل عالم خالٍ من الاسلحة، عالم من دون حرب وعنف، ومن اجل عالم ينعم بالعدل والديمقراطية!
بمناسبة الذكرى الـ80 لتأسيس حزبكم نتمنى ان تواصلوا نضالكم بذات الجرأة والبسالة والعزم، وان تمتلكوا المزيد من القوة والطاقة للتصدي لما سيواجهكم. وسنقف الى جانبكم متضامنين معكم.
رئيسة الحزب
كاتيا كيبينغ
31 اذار 2014