الشهيد رؤوف زهدي من مواليد 1923 بمدينة السليمانية. نشأ الشهيد في عائلة مناضلة تربّت على قيم الإيثار ومحبة الوطن والإخلاص له. بعد السليمانية واصل الشهيد دراسته في دار المعلمين الريفية في بغداد، ومن خلال دراسته فيها تعرّف على الطلبة أمثاله القادمين من مختلف محافظات العراق، وتكونت من هؤلاء مجاميع ثقافية، يشغلها هاجس همّ الوطن وسعادته، فكانوا يلتقون في أحد المقاهي الشعبية بالرفيق الشهيد زكي بسيم (حازم).
بعد تخرجه من دار المعلمين الريفية 1944 عيّن كمعلم في أكثر من منطقة نائية في السليمانية: قصبة سورداش، قلعة دزة، حلبجة، ولم يستقر في أي مكان مدة طويلة بسبب نشاطه الثوري، حيث كانت تترصده أجهزة الأمن وسلطات الإقطاع التي لم يكن يرضيها توجهات المعلم الثورية المناقضة للظلم والاستغلال، لهذا كان ينتقل من قرية الى أخرى، مواصلا دوره النضالي.
وبعد إحالته على التقاعد في السبعينات، لم ينقطع نشاط الرفيق التثقيفي والفكري، فكان دائم الاتصال بالفلاحين، مهتما بتعليم أولادهم، ومساعدة الناس وزيارتهم للاطمئنان على أحوالهم، حتى أنه كان يمنح جزء من راتبه لعوائل الرفاق المحتاجين.
صحبة الرفيق الشهيد مع الكتاب دائمة، فكان يحب القراءة والاطلاع، يدفعه الحرص على تثقيف نفسه باستمرار،ويتذوق الشعر باللغتين العربية والكردية، كما كان يحب الموسيقى.
وكان لذلك تأثيره في العائلة، خصوصا مع أخته الرفيقة خانم زهدي، التي تفتقده دائما فقد كان أخا وصديقا رائعا، وقد تأثرت به وهي تعتز بهذا، وتفتخر بانغمارها في دروب النضال.
ألّف الشهيد كتابا حول قضية النفط في العراق، كما أنه ترجم الى اللغة الكردية كتاب "قصة الإنسان" تأليف جورج حنا، كذلك، ألّف كتابا عن جماعة "حقّا"، وهي جماعة صوفية ظهرت في كردستان، لها تعاليم دينية، وهذه التعاليم جوهرها مناقض للظلم.
في 26/2/1990 تم اغتيال رؤوف زهدي، كان الشهيد يتمشى في أحد شوارع السليمانية مع صديق له، فجأة ظهر ومن أحد منعطفات الشوارع الفرعية أحدهم، وأطلق عليه النار من كاتم الصوت واختفى بسرعة، حتى أن صديقه لم ينتبه للرصاصة الغادرة في رأس الشهيد إلا بعد سقوطه على الأرض، نقل بعدها الى المستشفى حيث فارق الحياة بعد وصوله اليها بدقائق.
متزوج وله سبعة أولاد.