- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 06 أيلول/سبتمبر 2015 18:07
مفرزة من أنصارنا البواسل تتعرض لإعتداء من الجندرمة الأتراك
إستشهاد النصيرة الشيوعية البطلة أنسام
تعرضت مفرزة من أنصار حزبنا الشيوعي العراقي ، كانت متوجهة من بهدينان الى سوران ، وإذ كانت تسير في رقعة من أراضينا العراقية قريبة الى الحدود مع تركيا ، تعرضت في السابع من أيلول الجاري الى كمين واسع ، نصبته وحدة من جيش النظام العسكري الأطلسي الحاكم في تركيا ..وقد صب الجندرمة الأتراك نيران أسلحتهم الحاقدة ، المتوسطة والخفيفة ، على رفاق المفرزة ، الذين ردوا على الرصاص بالمثل وتصدوا بشجاعة للإعتداء الغادر ، في صدام إستمر عدة ساعات . ولم تتوفر معلومات عن الخسائر التي تكبدها الجندرمة المعتدون ، أما مفرزة أنصارنا ، فقد فقدت الرفيقة النصيرة والمناضلة الشيوعية البطلة أنسام التي تسامت شهيدة خالدة ، وأصيب عدد من رفاقها الآخرين بجروح طفيفة .
ولدت الشهيدة أنسام -وإسمها الحقيقي موناليزا أمين - في الثالث والعشرين من تموز عام 1951 ، لعائلة شيوعية عريقة في النضال بمدينة الناصرية ، وفي أحضان هذه العائلة الكادحة المتنورة ، نشأت وشبت ، وتربت بروح الحب والإخلاص اللامتناهي للشعب والوطن ، والكفاح الدائب غير الهياب في سبيل قضية الطبقة العاملة وسائر الكادحين ، قضية الشيوعية المنتصرة .
في عام 1969 تخرجت من دار المعلمات ، وفي السنين اللاحقة كانت معلمة محبوبة من طالباتها ومن زميلاتها المعلمات على حد سواء . كانت الشهيدة أنسام شيوعية مقدامة ، كادراً نادر المثال من كوادر الحزب ، إبنةً بارة بشعبها وحزبها ومدينتها وأهلها ، في مدينتها - الناصرية - ، كانت وجهاً شيوعياً نسائياً جماهيرياً . وقد إختارتها رفيقاتها ونساء مدينتها لقيادتهن ، وإحتلت عن جدارة موقعها في أعلى هيئة قيادية لرابطة المرأة العراقية ، منظمة نساء العراق المجاهدة.
خلال حياتها النضالية تعرضت لإستدعاءات وضغوط عديدة من جانب أجهزة الأمن الفاشية ، وكانت تواجهها دائماً بصمود وأباء الشيوعي الذي لا يلين ، وحين أفلتت في أواخر السبعينات من قبضة الجلادين ، الذين شنوا آنذاك هجومهم الوحشي على حزبنا ، وتمكنت من عبور الحدود الى الخارج إعتبرت خروجها حدثاً عابراً ، وصار كل مكان تحل فيه محطة مؤقتة ، فقد كان قلبها وعقلها وعيونها شاخصة صوب الوطن ، وقد عقدت عزمها الذي لا يتزعزع على العودة اليه ، لتواصل الكفاح في صفوف حزبها وشعبها ، ضد كارثة الدكتاتورية الفاشية وحربها وبطشها الهمجي ، وعادت بالفعل .. وكانت بين أوائل النصيرات الرائدات في هذا النوع الجديد من النضال ، وهنا أيضاً ، في صفوف النصيرات والأنصار إحتلت أنسام مكانة مميزة.
كانت باسلة في نشاطها الأنصاري ، وعملت في واحدة من أدق المهام الأنصارية ، وعرفها رفاقها جميعاً ، أختاً حنون ، شجاعة تهزأ من المصاعب ، شخصية شعبية ، سمحة ، مرحة ، طيبة الحديث ، جمة التواضع، يحيطها الكل - حيثما حلت - بالحب والإحترام والثقة ، جابت العديد من طرق كردستان الصعبة ، وعرفت جبالها الوعرة ، وكانت بين أنصارنا الذين عبروا جبل قنديل الجبار ، وقطعت عدة مرات طريق بهدينان - سوران الشاق ، الذي إستشهدت فيه منذ أسبوع .
قبل عودتها الى الوطن والتحاقها بالأنصار ، وبعد عودتها وحتى آخر أيامها ، عملت الشهيدة أنسام على مقربة من قيادة الحزب ، وكانت مثالاً للكتمان والحرص على أسرار الحزب ، وشغلت في الوقت نفسه مواقع حزبية مسؤولة ، في مختلف الوحدات الأنصارية التي نسبت اليها ، ومارست مهامها القيادية فيها بتواضع وكتمان .
كانت الشهيدة على الدوام ، نموذجاً للإلتزام والطاعة الواعيين في عملها الحزبي ، نشيطة متفانية في تنفيذ سياسة الحزب ، شاركت في مؤتمري الحزب الثالث والرابع ، وهي أول عضو من أعضاء المؤتمر الرابع يشمخ شهيداً على طريق تنفيذ سياسته ...إرتبطت في السنوات الماضية بحركة الأنصار إرتباطاً كاملاً ، وعن قناعة وإيمان عميقين ، مدركةً تماماً ما في النشاط الأنصاري وحياة الأنصار من مخاطر ..كانت تعرف معنى التضحية في سبيل قضية الشعب والحزب ، وقد إستقبلت برباطة جأش الخبر المؤلم الذي تلقته قبل شهر تقريباً ، عن إستشهاد شقيقتها الصغرى سحر ، على يد القتلة الفاشيين في أقبية التعذيب ..لقد كللت أنسام حياتها النضالية الحافلة بهذه النهاية المشرفة ، بالإستشهاد في سبيل الشعب والحزب ، في سبيل الشيوعية ، وقد ودعها رفاقها ، معلنين إفتخارهم وإفتخار حزبهم وحركتهم الأنصارية بها ..وطمأنوها بأنهم سيتمسكون بالعهد ، وسيحققون بنضالهم حلمها الزاهر بعراق حر وشعب سعيد .
المجد لأنسام -- موناليزا أمين -- !
المجد لشهداء حزبنا وحركتنا الأنصارية ، شهداء الشعب والوطن !
* رسالة قيادة الحزب الشيوعي العراقي بتاريخ/ 14 /9 /1986التي أذيعت من إذاعة صوت الشعب العراقي التي كانت تبث من كردستان وهي وثيقة تنشر لأول مرة .