اعمدة طريق الشعب

"حروب" عراقية في تونس! / طه رشيد

لم يتوان الفنان العراقي في تجسيد مواقفه الثابتة والمبدئية تجاه وطنه وما يمر به من أزمات سياسية وأمنية واجتماعية، وذلك من خلال ما تنتجه قريحته الإبداعية في مختلف صنوف الفن: التشكيل والسينما والمسرح والموسيقى والغناء وغيرها من الفنون الجميلة.
وليس غريبا عليه ان يكون سباقا في رفع الكلمة الملتزمة عاليا ليساهم في مواجهة أعتى القوى الظلامية في تاريخنا العربي، ونعني داعش ومن لف لفها من قوى إرهابية متطرفة، سواء من خلال الندوات التي تم عقدها في المسرح الوطني وفي المنتديات الاخرى لمواجهة الاعلام الارهابي والاشاعات المغرضة التي يطلقها، ام من خلال الاعمال الفنية سينمائيا ومسرحيا المناهضة للارهاب.
ومنذ عامين لم يمر أسبوع إلا ويشهد المسرح الوطني نشاطا متميزا في هذا المفصل الأساسي "مقارعة الارهاب".
سلاحنا كفنانين لا يختلف عن البندقية المباركة التي يرفعها اخوتنا وأبناؤنا في القوات المسلحة والبيشمركة وفي الحشد الشعبي.. سلاحان مختلفان لكن الهدف واحد وهو تصفية كل بؤر الإرهاب في منطقتنا.
ومن هنا جاء مهرجان المسرح العراقي الأول ضد الارهاب في حزيران العام الماضي وتلته قبل أسابيع دورته الثانية، ليصبا في نفس الهدف الأسمى إلا وهو مناصرة القوى المسلحة الوطنية بكل أشكالها والتي استرخصت دماءها دفاعا عن الوطن من جهة، ولكشف الاسس الفكرية للارهاب وفضح طرائقه الإعلامية في تزييف الفكر والتاريخ من جهة اخرى.
واليوم تستعد الفرقة الوطنية للتمثيل للمشاركة بمسرحية "حروب" للمخرج ابراهيم حنون في مهرجان قرطاج المسرحي الدولي في دورته الثامنة عشرة، التي ستنطلق اعمالها الاسبوع القادم في تونس. وتعد هذه المسرحية واحدة من المساهمات الفنية المتميزة التي تجسد موقفا واعيا للفنان العراقي إزاء ما مر ويمر به الوطن من صراعات وانقسامات وتأجيج حروب هنا وهناك. تلك الحروب التي يقف خلفها التخندق الطائفي البغيض وتقاسم السلطة والنفوذ على اساس "المحاصصة" التي لم تنتج سوى الأزمات تلو الازمات!