اعمدة طريق الشعب

طريق المجد / كفاح محمد مصطفى

كتب في هذا العمود بتاريخ 9 شباط 2009 وتحت عنوان «طريق المجد« ما يلي: تمكن رجال الشرطة مؤخرا من القاء القبض على عصابة سرقت كمية كبيرة من الذهب بعد سقوط النظام السابق من احد القصور الذهبية (وليس الرئاسية) كما يطلق عليها. ذلك الذهب الذي دفع ثمنه شعبنا العراقي المظلوم غالياً جدا من دماء خيرة بناته وابنائه، ومن آهات المعذبين حتى الموت في اقبية الاجهزة القمعية الدموية وزبانيتها. نعم حصل الطاغية وعصابته على الذهب، ولكنهم فقدوا مشاعرهم الانسانية ان كانت لديهم مشاعر، وخسروا مبادئهم، ان كانت لديهم مبادئ. نكثوا بعهودهم وخانوا حلفاءهم واصدقاءهم واقرب الناس اليهم من اجل الحصول على الذهب. حاربوا كل ما هو جميل ورائع في المجتمع، واحرقوا كتب الحكمة والفلسفة والمعرفة والثقافة الانسانية من اجل الحصول عليه.
العجيب والغريب في الامر ان كل ما جرى لم يكن درساً كافياً وبليغاً لبعض المسؤولين بعد سقوط النظام، بل اخذ بريق الذهب يفعل فعله ويعمي ابصارهم ويحرمهم شيئا فشيئا من مبادئهم وافكارهم التي اعلنوها قبل سقوط النظام.
ان طريق الذهب يقودكم ايها السادة الى الطريق نفسه الذي سار به الطغاة، شئتم ام ابيتم. انها سنة الحياة هكذا علمنا تاريخ وتجارب الحياة. ايها السادة ان الذهب الحقيقي هو الايمان بالافكار الذهبية المتحضرة ونشرها وتحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
النزاهة والاخلاص في العمل والايمان بالديمقراطية وممارستها على الارض ونبذ المفاهيم المتخلفة والانفتاح على آخر مستجدات العقل البشري في العلم والثقافة والسياسة والاجتماع، هذا هو الذهب الحقيقي النابض بالحيوية والحياة بالنسبة للمناضل الحقيقي من اجل سعادة شعبه وحرية وطنه وهو الطريق الوحيد نحو المجد».
هذا ما كتب في هذا العمود بتاريخ 9 شباط 2009، ولكن آه من لكن لم تنبذ المفاهيم المتخلفة ولم يحدث الانفتاح على آخر مستجدات العقل البشري في العلم والثقافة والسياسة والاجتماع، بل جرى موافقة مجلس النواب العراقي المبدأية على تعديل قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، تلك التعديلات التي بمثابة نكسة لمكتسبات المرأة العراقية التي حصلت عليها قبل نصف قرن وتبيح زواج القاصرات مع الاسف الشديد.. نعم مع الاسف الشديد..