- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأربعاء, 13 كانون1/ديسمبر 2017 19:17
زلزال كارثي يهدد مصير ومستقبل الوطن، وتداعيات خطرة ومخيفة تتراكم منذ سقوط النظام الدكتاتوري المستبد حتى اليوم، اتسمت بتراجع التعليم الى مستويات متدهورة، بدءا من تهديم المدارس بذريعة إعادة بنائها، وانتهاء بمشكلة الدوام المزدوج الذي أصبح ثلاثيا في الكثير من المدارس الابتدائية والمتوسطة. فقد وصل عدد التلاميذ في الصف الواحد، إلى سبعين تلميذا.. ترى كيف سيستوعبون المادة الدراسية وهم في هذا الزحام الخانق!؟
ولم يتوقف الأمر عند تهديم المدارس والدوام المزدوج، بل تعدى ذلك وشمل المناهج الدراسية التي أصبح العديد منها مربكا، ومؤطرا بإطار طائفي. فيما تعاني المدارس الابتدائية والمتوسطة قلة الكوادر التدريسية، وكثرة الدروس الشاغرة، وعدم تسلم التلاميذ الكتب والقرطاسية في أوقاتها، ناهيك عن غياب الخدمات الصحية وعدم وجود أثاث كاف، من رحلات وغيرها، الأمر الذي اضطر الكثيرين من الطلبة إلى افتراش الأرض لتلقي الدرس. وقد كشف العديد من وسائل الإعلام عن هذه الفضيحة!
ورافق هذا الواقع التربوي المتردي، انتشار المدارس والكليات الأهلية، وكأن الأمر يشير إلى مشروع ممنهج مقصود. فقد بات الكثيرون من المواطنين يتجهون نحو تسجيل أبنائهم في المدارس الأهلية، لتزدهر مقابل المدارس الحكومية التي بقيت على وضعها المأسوف عليه.
ويلاحظ ان هناك دعما لتلك المؤسسات التربوية الأهلية، من قبل جهات متنفذة ومسؤولة. حيث تقوم بتقديم التسهيلات لافتتاحها وتوسيعها على حساب تردي التعليم الأهلي، الذي أوصلوه إلى هذا الحال. لذلك نرى أن أبناء الفقراء والمعوزين يغادرون مقاعد الدراسة وينضمون إلى جيوش الأمية، ليعيشوا الحرمان والتخلف، ما يهدد التعليم والثقافة في العراق بعامة.
نوجه إلى المسؤولين سؤالا مفاده: هل انهم يعلمون بمدى خطورة هذا التوجه في إهمال التعليم؟ وهل يعلمون بأنه ربما يحقق ما عجزت تنظيمات داعش الإرهابية عن تحقيقه، من خلال إشاعة التخلف ونشر الدمار!؟