- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الثلاثاء, 19 كانون1/ديسمبر 2017 18:07
طائفة كبيرة من الناس وخاصة أولياء امور الشباب يرون في الفيس بوك نقمة على المجتمع، وضياعا للوقت، لأنه يفسح المجال ( لخزعبلات) هم في غنى عنها!
من أراد أن يفسد أو يسيء لنفسه أو لغيره فلا يمنعه عدم وجود هذه الشبكة! فما أكثر الفاسدين قبل اختراعها. وعلى سبيل المثال وليس الحصر، فإن مرض السيدا( الايدز) أو نقص المناعة، قد انتشر قبل تطور وسائل الاتصال الاجتماعي، وقد أصاب هذا المرض أناسا من مختلف البلدان بما فيها العراق!
كل شيء في عالمنا يحمل ضده! حتى الماء، وهو اهم عنصر في الحياة، إذا بالغت في شربه، أو بسقي المزروعات.. فكلاكما ستهلكان!
الوجه الإيجابي لتطور وسائل التواصل الاجتماعي لا تعد ولا تحصى. أنت لا تحتاج أن تمتلك مكتبة كبيرة أو تحمل نفسك عناء المشقة للذهاب إلى المكتبة العامة لتبحث في مصدر ما! أمامك العم "كوكل" ليفتح لك مكتبة الإسكندرية، وغيرها العشرات، لتعثر على نفائس كانت حلما في أيامنا الخوالي.
زبدة العلم والثقافة تجدها على مواقع عديدة، خاصة إذا كنت تتقن احدى اللغات الاجنبية الرئيسية مثل الإنكليزية أو الفرنسية أو الإسبانية أو غيرهن!
وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها الفيس بوك، حوّل العالم إلى قرية صغيرة بحق.
صديقي من اليمن يكتب لي عن هول المعارك الطاحنة التي لا تشبه أية حرب بنتائجها الكارثية!
صديقتي الفنانة التشكيلة " مارتا" من فيتنام تضعني أسبوعيا في أجواء الحركة الفنية الفيتنامية.
صديقتي الناشطة " بلانش " بسمرتها الساحرة من ساحل العاج تورد لي اخبار القارة السمراء بشكل متواصل.
أصدقائي من فرنسا " نايك"و" پول " و" جون مارك " و " جيل " لم ينقطعوا عن تزويدي بأخبار المواصلات وشركات النقل وتحديدا " التاكسي".
صديقي الإيراني " جيراف" يحدثني عن عودته من مغتربه الفرنسي وتحولات الوضع الاجتماعي في العاصمة طهران تحديدا.
صديقتي " أمينة" من الجزائر تضعني رسائلها في الجو الثقافي والفني في بلد المليون ونصف شهيد.
العالم بحق قرية صغيرة، قرية بالنسبة لي مركزها " بغداد". ويعود الفضل، كل الفضل، لمخترع الانترنيت بكل تشعباته، أدخله الباري عز وجل ورفاقه في فسيح جناته!
هم الأولى بالجنة من حثالات السارقين والفاسدين ممن صدع رؤوسنا بالحديث عن "الوطنية" و"القومية" والدين والطائفة والفضيلة!