ادب وفن

عبد الحسين أبو شبع : في "روحي شمعه" تجاوز أسوار القصيدة الكلاسيكية / كاظم السيد علي

نتيجة الوعي الثقافي والسياسي، اخذ الشاعر الشعبي العراقي يكتب برؤية جديدة استلهاما لروح العصر الذي يعيشه، والمواكبة للتطور المتدفق للشعر الشعبي إلا دليل على حيوية وخصوبة هذا التيار الهام مما دفع (النواب) للتحرر من قيود القصيدة الكلاسيكية ( الجامدة) واستخدامه الصور الشعرية الحديثة، فأخذ بالانفتاح إلى عالم الثقافة الجديدة المتفردة المتطورة غير المستهلكة.فهذه التجربة لم تقتصر على العاصمة بغداد بل ظهرت في جميع مدن البلاد، حتى بعضهم اخذ يواكب هذا التغيير عند رواد القصيدة الكلاسيكية نفسها، وخاصة في مدينة النجف.
هذا ما ظهر جليا في كتابات الشاعر الكبير الراحل عبد الحسين ابو شبع عند قرائتي لأحد قصائده التي زودني بها الزميل كريم ابوشبع والتي تحمل تاريخ نظمها 3/11/1969 والتي تحمل عنوان (روحي شمعه) التي كتبها (أبو علي) مواكبا الموجة الشبابية التي كتبت القصيدة التي تختلف عما كانت عليها من ناحية الشكل ليجتاز الأسوار أي القالب الكلاسيكي القديم والذي كتبها الشعراء من قبله ومن عاصرهم في تلك الحقبة، فأخذ منحى المعاصرة والتجديد ويتطلع نفس الوقت إلى الحياة المستقبلية الرائعة.
فاليوم نقدم لكم نموذجا متفاعلا من هذا التحول في حديقة الشعر الشعبي العراقي الذي أبدع فيه خيرة شعراء الوطن، عند قرأتك لهذه القصيدة.. تصور عذابات شاعرها وعذابات العشاق، رغم أنها تحمل أحاسيسه ومشاعره تجاه الحبيب بالحب الصادق والتضحية حتى نلاحظه هنا يتعذب طويلا.. نذر روحه شمعه تذوب لكي تنير درب الحبيب هنا ما يؤكد في شعره.. وبقي جريحا لا يقوى على مغادرة بساتين الحب والحبيب المهاجر.. حتى اخذ يناجيه في ظلمة الليل ووحشته، دون جدوى.. لكن مشكلته هو نذر نفسه له في حين تبرأ منه وكل هذا فبقي يمزقه الحنين كان يرسم خطوط المعاناة ويعبر عن الفراق عن الحبيب واليكم نص القصيدة:
ذوبتلك روحي شمعه أبأثر شمعه تضويلك
وهدمتلك حيلي كله من اجل تنشط بحيلك
وإسهرت ليلي أبعذابي ورغد حته أتنام ليلك
نشط حيلك وانه حيلي ضعف غير أتعين حيلي
غير عيني؟ الساهر تلك بجالك أتغمض أبليلي
غير كون ابدرب الأظلم أبسنه البسمه تضويلي
ماحچيلك وإنته تدري إعليمن أحچي ماحچيلك
ذوبتلك روحي شمعه أبأثر شمعه تضو يلك
ما أگلك ولك ليش إوخايف إتغيضك الچلمه
علميتك باحترامي اوهاي چلمه ولك زحمه
آنه كل اللي أگوله وانته موجاهل تفهمه
ما أگلك هذا جرحك لاأكلك لاتلچمه
ما أگلك صير شمعه لا تذبني ابليله ظلمه
ذوبتلك روحي شمعه إبأثر شمعه تضويلك
وأنتخيلك وأذب روحي فوگ نارك واطفيلك
مادرت وجهي إوشمرتك أبد ماتغضيت عيني
أبد ماگتلك إشبيدي إلك حنيتي اوحنيني
غير يوم البيه أطيح وبيك أتنخه تجيني
أزرعت عود الزين بأرضك غير يثمر عود زيني
ذوبتلك روحي شمعه أبأثر شمعه تضويلك
وأضحيلك وأضحيلك وانه گتلك اضحيلك
انته موجاهل وأگول أتهادنت عزة جبيلك
أتعبت لجلك ما أداعي أبتعب وأتعب بعد وأتعب
إوما أگول أخسرت حته إسنين عمري أبغير مكسب
أوفي حركة گلبي لجلك حركه تحت ضلوعي تلهب
أوفي حبي الك اوفي گلبي البلحب تعذب
ذوبتلك روحي شمعه أبأثر شمعه تضويلك
وأرتجيلك وكت عازه أوريتني لا أرتجيلك
هذا يومك گتلي گوم او گمت وانه اضبط أحزامي
والسنين اتعاگبن وإركضت بمسابك ايامي
أنثر ابدربك اورود وأرمي عذالي ابسهامي
وانتظر فجر السعادة أيفجر أبسمة أحلامي
ذوبتلك روحي شمعه أبأثر شمعه أضو يلك
3/11/1969