ادب وفن

"الثقافة الجديدة".. اسم عريق وتجربة حية متواصلة

بغداد – طريق الشعب"الثقافة الجديدة.. اسم عريق وتجربة حية متواصلة"، هذا هو عنوان الندوة الرابعة في مهرجان طريق الشعب، المختصة بمجلة الثقافة الجديدة.
افتتح الندوة الشاعر ابراهيم الخياط، مذكراً بما كتبه الكاتب والصحفي المعروف عبد المنعم الأعسم في كتابه من "العصبة الى طريق الشعب" قائلاً: "الثقافة الجديدة صدرت كمجلة شهرية في تشرين الثاني 1953، ولثلاثة اعداد فقط ولكنها شاءت ان تتحول الى قضية موصولة للتطلع الى الحريات العامة، لأن هناك منع وهناك اصدار عدد آخر، وايقاف عن العمل. لذلك ارتبطت الثقافة الجديدة بملف الحريات العامة وصارت رمزاً للمعركة من اجل الديمقراطية ومن اجل حرية الفكر في العراق".
ثم فسح الخياط المجال للرفيق رائد فهمي عضو الكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، للحديث عن العوامل التي ساعدت على استمرار صدور الثقافة الجديدة طيلة العهود الماضية.
وقال رائد فهمي: نتحدث عن الثقافة الجديدة ماضيا وحاضراً ومستقبلاً، لسبب ان الثقافة الجديدة تركت بصماتها على الواقع الثقافي العراقي، هي ممثلة لمشروع ثقافي تنويري تقدمي حملته منذ انبثاقها، متسائلاً: اليوم والتحدي الموجود أمام المجلة وكل من يعمل فيها ويعمل معها، كيف يمكن ان تتجدد الثقافة الجديدة وان تبقى تحتل المكانة والموقع والتأثير الذي كان لها على مدى عهدين أو ثلاث بصورة متواصلة؟
وأضاف فهمي أن "الثقافة الجديدة ومنذ 1953 نشأت في ظروف شهد فيها العالم ثوران فكري ثقافي تقدمي، وهذا المناخ الفكري والثقافي العالمي ترك اثاره وتداعياته على العراق. ومنذ تأسيسها الأول عرفت هويتها بانها مجلة علمية شعبية حرة وانسانية".
وأكد فهمي أن الثقافة الجديدة اليوم منفتحة على الاراء التنويرية، لاننا نحتاج الى الانفتاح، وتطوير علاقاتنا مع الوسط الثقافي والاكاديمي بتنوعه والتعبير عنه بآليات واشكال وتعزيز النقد للظواهر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
من جانبه، تحدث الناقد علي فواز في الندوة عن المشروع الثقافي الذي اقترن بمجلة الثقافة الجديدة، مؤكداً أن هذا الموضوع يحتاج الى الكثير من التمفصلات التي ترتبط بمجموعة الضوابط الثقافية ابان فترة الخمسينيات وايضا الجماعات الثقافية التي تمظهرت مع الثقافة الجديدة بشكل جعل من الثقافة الجديدة اشبه بالمدرسة، وبالشكل الذي جعلها تبدو وكأنها شهادة حية على كل التحولات الثقافية والسياسية، والفكرية التي حدثت في العراق.
وقال إن "الثقافة الجديدة لم تكن وليدة الظاهرة الحزبية، الظاهرة الايديولوجية. ولا حتى ظاهرة الصعود الثوري الذي بدأ في الخمسينيات. وأن تمظهر المشروع الثقافي الجديد، او معطيات ما بعد الانتصار الاشتراكي وبروز الماركسية بشكلها الواضح. كانت كلها تجليات عامة".
واضاف: كان اغلب المثقفين يكتبون في الثقافة الجديدة وكانوا يجدون فيها الحاضنة الفكرية لهم، بدءاً بالحريات وما يطرحه الفكر الماركسي وانتشاره وتأثيره على المثقفين، مشيرا إلى أن "الثقافة الجديدة لم تكن فضاء تقليديا بالمعني المعروف للنشر، لم نكن نقرأ فقط قصة لعبد الستار ناصر او مقالة لابراهيم اليتيم او قصيدة يكتبها شاعر معين بل كانت تثير جدل.
واكد الفواز أن الثقافة الجديدة كانت واحدة من الثورات المهمة في صناعة المشروع الاعلامي، المشروع الصحافي ليس للصحافة الشيوعية بل للصحافة العراقية بشكل عام، لأنها تحولت الى مؤسسة، ومنظومة كاملة يلتقي عندها الكثير من المثقفين.
ودعا الفواز المشرفين على المجلة، ليبحثوا في آليات تطوير الثقافة الجديدة لترتقي بنفسها، لأن الثقافة الجديدة هي ليست مشروعاً ينتمي للحزب الشيوعي فقط . هو مشروع مهم للمثقفين عموما عمره ستون سنة.
وشهدت الندوة مداخلات عديدة، تضمنت ملاحظات وافكار سياسية وفكرية .