- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الخميس, 18 آب/أغسطس 2016 19:37
طالعت بإمعان ديوان الشاعر باسم الشريفي الموسوم (تأملات في زمن العودة) والذي ضم (24) قصيدة استقرت على (60) صفحة من القطع المتوسط بدءا من (تحية شوك) وانتهاء ب (خبث عراف) تألق فيها الشريفي بمجموعته البكر هذه، فقد وجدته شاعرا رومانسي الحلم ومرهف الحس هائما ينتظر بتأملاته في زمن العودة وهو يعود من الهيام:
حسافة اتبيع كل ذاك التعب يفلان
وتنكر طيبتي وعين اللي تبچيلك
حسافه الضاع مني وكلت انه ممنون
مامره ابخلت بالروح اضحيلك
اوكفت مثل النخل صامد ابد ماطيح
بس انهار واضعف لو يمر سيلك
الحب يدركه فهو امله بإحساسه وأفكاره إلى حيث يمكث المحبوب فهو في نبضه يجري، ويبحر اليه نحو مرفئه ولا يراه فيعود منتظرا تأملاته، يخفق قلبه بحب حبيب فقد حنانه تبوح قصائده بذلك (العشق) انه معذب في هجر الحبيب (الغائب) الذي سبب له متاعب وعذابات كثيرة :
تعنيت اعله جرحي ردت راحة بال
لگيتك بس جرح للجرح خاويته
اعطش يالنبع وارتوي بحبك فيض
بعطش روحي بحكم عطشه يروينه
تلاحظ هنا ان الشاعر قد رسم لنا خيوط الحزن بتفاصيل خيم عليها طابع (الخيبة):
خيبت الامل بيه وسلبت الروح
تاليهه بخسارة وندم ردينه
انذبح الصبر والحزن باك العيد
بدم لجمة جرحنه اجفوف حنينه
وجدت الزميل الشريفي في مجموعته هذه اكثر نضجا مما كان عليه قبل سنين لما كتبه من إمكانية شعرية متطورة بأسلوبه المتين وقدرة جيدة على توليد الصورة الشعرية رغم انها تتسم بألم شفاف وسابحة بحزن وشجن عال ومعاناة وهم إنساني صادق الا وهو دائرة القلب الكبرى (الحب) تخبرك كتاباته بعذاباته واشتياقه إلى محبوبه من بعد بكاء القلب الدامي من حرارة العشق ومكابداته الشديدة التي تعترض شاعرنا ينزف دم الذكرى يناجيه في ظلمة الليل ووحشته:
تمنيتك جرح بين الظلوع اتصير
اظم جرحي اعله جرحك والگلب يرتاح
وأظل انزف على انته بتوالي الليل
واتغطه بحزن بلجي الصبح ينلاح
ورغم بعد المسافه تظل بالوجدان
ياسلوة أجروحي البيهه كومة افراح
بعد هذه الصورة ينقلنا الشريفي باسم ليطلعنا كيف يطلق صرخته الاستنكارية في (شهادة محتضر) ويضج بالاحتجاج متميزا بقدرته على تصوير وتجسيد الحدث والمباشرة في الأسلوب عند تناول موضوعاته من خلال الممارسات اليومية بعدم الوفاء.. والمحبة والصديق والأخ:
اعتنيتك ردتك لروحي أخي يفلان
تاليها اطلعت خنجر على اضلوعي
بالحظات تكبر كل خفايا الروح
ياكل الثواني السكنت روعي
ويستمر بعذاباته وشكواه حتى اخر القصيدة نلاحظ هنا يتعذب طويلا:
شمت العواذل كلها والواشين
ضاعت كل اسنيني وياك بأسبوعي
وفي (تداعيات اللقاء المرتقب) نجد (باسم) يحب محبوبه حد الثمالة ويعبر عن حبه بلا حدود وبلا توقف:
انته صرت أحلامي كلهه واطلب انته شما تريد
انته سلطان عله جرحك وانه لجروحك عبيد
كما ان بقية قصائده تعبر عن لواعجه واكداره وذكرياته مع الهوى والحبيب الغائب والمجهول، وهذا من حقه لان (الحب) ملهم الشاعر ومحفز لإنتاجه الإبداعي.
ونعرف ان قصائد الديوان نشرت في صفحات الأدب الشعبي للصحف المحلية ثم جمعها كلها في هذا الإصدار وهذه مسألة منطقية ومعقولة.
وأخيرا أن تجربة الشاعر باسم الشريفي التي جمعها بانتقائية قدمت الينا ملامحه الشخصية هي صورة ناصعة لتجارب شعرية شبابية في مشهدنا الشعري اليومي.