- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 06 آب/أغسطس 2017 19:24
هي من شقت درب المستقبل بإرادة من حديد، من طوعت الصعب وجعلته من اجل تحقيق الذات يلين، من رفعت صوتها لتقول "أنا هنا" بأمومتي، وقومي وموردي الثقافي والاجتماعي، لي حيزي، لن انتظر من يمنحني اياه، وسيعلو صوتي طالما بيدي قلم والسطر امامي مفتوح، وان عجز قلمي فالريشة واللون عالمي، ادخل فيه من أشاء وكيفما أشاء.
هكذا تقول عن نفسها الشاعرة الفحماوية فيروز محاميد، التي فرضت وجودها في الساحة الأدبية والشعرية بقصائدها الرقيقة ونثرياتها ومجموعتيها الشعريتين " قيد الانتظار " و"وجه آخر ".
انها شاعرة الاحساس والدفء، وشاعرة الحب والطبيعة، وشاعرة الرومانسية الحالمة، ولا تتطفل على الشعر كما يتطفل عليه الكثير من المتشاعرين الصغار.
فيروز محاميد غزيرة الكتابة، التي تتنفس من خلالها وتنفث ما في داخلها من مشاعر وغضب ونقمة على واقعنا الاجتماعي وتخلفنا الباقي، وهي مشاركة وفاعلة في الندوات والامسيات الأدبية والثقافية، وتحس بشعور غامر من الغبطة والسرور عندما تلقي قصائدها أمام الجمهور، وخاصة حين تلقى الصدى والاعجاب.
فيروز محاميد تكتب بإحساسها ومشاعرها وعواطفها، تحاكي الشمس والقمر، تناجي الحبيب والطبيعة، وتهتف للوطن المقدس، وتتغنى بالإنسان، وتناصر المرأة في نضالها لأجل التحرر والمساواة والانعتاق من الاسر القبلي والعائلي والعشائري.
وهي كالبلبل الغريد تأتي أناشيدها لتلامس وتعانق الجوارح وتخترق سويداء القلب، وتنعش الروح الحزينة الظمآى للفرح والحب.
فيروز محاميد قريحة شاعرية ممتزجة بعاطفة جياشة وحساسة قوية، واكثر ما يعجب في شعرها ونثرها ألفاظها الناعمة وعمق تعابيرها وجمال موسيقاها، وهي التي تؤثر الايجاز والتكثيف متى استوفت الغرض والمعنى الذي تبغيه. فيروز الشاعرة المسكونة بالحب الالهي والجمال الروحي والعشق الصوفي تمتاز بأسلوبها الشاعري الرائع الذي يدل على ذائقة شعرية وذوق في اللفظ والمعنى والمبنى، فكان أكثر شعرها تراتيل وتسابيح واناشيد صلاة وحب ورومانسية جميلة وهمسات دافئة ولاهبة.
وفي قصائدها نلمس ان فيروز محاميد مخلصة كل الاخلاص، وصادقة كل الصدق في التعبير عن التعلق بوطنها وأزقة مدينتها وبالمكان الفلسطيني، والوطنية لديها ليس تعبير ضبابي ولا نداء حماسي، وليس صراعاً سياسياً، انما الشعور بالانتماء، الانتماء الى شيء محسوس، وليس الى شيء محدود.
فيروز محاميد مبدعة بالكلمة، بالحرف الأنيق، بالعبارة الواضحة. بالروح المرهفة، والشفافية الجميلة، والانسانية الكبيرة. انها قلب في انسان، وانسان في قلب. فدامت بحضورها الشعري والنثري، ودام يراعها الذي ينبض حباً ودفئاً ووهجاً وهمساً ونبضاً وبوحاً ورهافة.