مدارات

السياسة التركية.. رهان على حصان خاسر؟

متابعة – طريق الشعب
منيت السياسة الخارجية التركية في السنوات الماضية بالعديد من الانتكاسات، سواء إقليمياً أو دولياً. وطرح الموقف التركي من الأزمة الخليجية ودعمها لقطر السؤال: هل هي مغامرة تركية جديدة وقفزة في المجهول أم خطوة محسوبة؟
القوات العسكرية الأجنبية على الأراضي القطرية
أعلنت مديرية التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع القطرية وصول دفعة جديدة من القوات المسلحة التركية إلى قطر. ووفقاً لبيان تم نشره في 11 تموز على حساب وزارة الدفاع القطرية على "تويتر"، فإن الدفعة الخامسة من القوات المسلحة التركية بدأت، عقب وصولها وانضمامها إلى القوات التركية الموجودة حالياً بالدوحة، مهامها التدريبية في إطار التعاون العسكري المشترك بين الجانبين. ويأتي نشر القوات التركية في القاعدة القطرية بموجب اتفاق دفاعي وقعه البلدان في أواخر عام 2014. وتحدثت مصادر إعلامية عن أنه من المنتظر أن ترسل تركيا ما بين 3000 و5000 عسكري إلى قطر من المشاة والوحدات الجوية والبحرية بموجب ذلك الاتفاق.
مسار وتحولات السياسة التركية حيال الأزمة الخليجية
شهدت السياسة التركية حيال الأزمة الخليجية منذ اندلاعها في الخامس من حزيران عدة تقلبات. ففي أيامها الأولى بدأ الموقف التركي أقرب الى الحياد الإيجابي. وأعلنت عن استعدادها للعب دور الوساطة. وبعد أيام قليلة أخذ الموقف التركي ينحو في اتجاه الانحياز لقطر. فقد وصف الرئيس التركي المقاطعة بأنها "ليست إنسانية وبالتأكيد أنها ليست إسلامية" واعتبر أنها "حكم بالإعدام ومخالفة للقانون الدولي". وعلى الأرض زودت تركيا قطر بالمواد الغذائية والماء. وفي يوم الأربعاء الفائت قال وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، إن أنقرة أرسلت 197 طائرة شحن و16 شاحنة وسفينة واحدة إلى قطر لتلبية احتياجاتها اليومية. وتحاول تركيا بين الفينة والأخرى إعادة محاولة طرح نفسها كوسيط، ولكن دون التخلي عن دعم قطر.
"انحياز انتهازي" و"انحياز لا نهائي"
ويرى محللون اماراتيون، ان تركيا منحازة بشكل انتهازي لقطر، وبدل من أن تحاول تليين الموقف القطري تجعله أكثر تعنتاً. وتصب بذلك الزيت على نار الأزمة. بينما يعتقد زملاؤهم الاتراك، أن أنقرة أكثر انحيازاً وتضامناً مع الجانب القطري، ولكن هذا الانحياز ليس كبيراً وليس نهائياً. وكان من بين أهم مطالب وشروط دول الحصار على قطر إنهاء الوجود العسكري التركي في قطر فوراً وإيقاف أي تعاون عسكري مع قطر
محور تركي - إيراني - قطري؟
تحدثت وسائل إعلام عن احتمال تشكيل تحالف "تركي-إيراني-قطري" بدعم روسيا ليكون في مواجهة التحالف "المصري-السعودي-الإماراتي" المدعوم أمريكياً. وهو امر لايتفق معه العارفون بالسياسة التركية، لانها لن تغامر بهذه الخطوة، وهي تعلم حساسيتها بالنسبة للعديد من الدول العربية وخصوصاً الخليجية. ولكن هناك تناغم إيراني-قطري في هذا الملف. وهذا التناغم أزعج السعودية، وليس في صالح ايران تعزيز الوجود التركي في الخليج.
حسابات سياسية أم موقف انفعالي عاطفي؟
وهنا يبرز موقفان: خليجي يصف السياسة التركية بأنها انفعالية وعاطفية. ستخسر تركيا سياسياً واقتصادياً، وتركي يحيلها الى حسابات ربح وخسارة ومصالح إستراتيجية تجارية واقتصادية وأمنية.
وتحدثت تقارير أن حجم الاستثمارات القطرية في تركيا يبلغ نحو 20 مليار دولار.
وأن قطر ساندت تركيا في العامين الأخيرين وخصوصاً بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة. وحسب مصادر تركية رسمية فإن أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، هو أول من اتصل بأردوغان بعد فشل المحاولة الانقلابية ..
ويلعب الموقف من الاخوان المسلمين دورا هاماً في "الانحياز" لقطر. وكانت من ضمن المطالب والشروط الـ13 المقدمة من دول المقاطعة لقطر إيقاف كل طرق تمويل وتجميد أرصدة شخصيات إخوانية أو محسوبة عليهم كيوسف القرضاوي ووجدي غنيم وغيرهم وتسليمهم لبلدانهم. وتتشارك تركيا وقطر دعم "مجموعات إسلامية" مسلحة وسياسية في كل من سوريا ومصر وغزة وليبيا، وعلى رأس هذه المجموعات الإخوان المسلمون.