المنبرالحر

عهود ورد وأزاهير في الثامن من آذار / سهاد ناجي

برهة صمت ... ولحظات تأمل بانتظار الجديد والقادم من اذار هذا العام ، فكل نساء البلد تواقات لهدايا العيد في عيدهن ، وربما لا يختلف حال العيد عن باقي الأعياد تفجيرات، مفخخات، ازدحام، شحة خدمات. كيف لا ونحن في بلد لا يستقر أمره ليوم وربما لليلة . أحداث متسارعة وقوى متصارعة على السلطة.
هلمو ..تعالوا يا أحبتي واجتمعن يا أمهات العراق ، يا أمي وأختي وزميلتي ورفيقتي وابنتي فالثامن من آذار قادم ، انه العيد الذي تستحقينه بجدارة ككل نساء العالم لنضالكن المرير ضد الاضطهاد والاستبداد والإجحاف طلية سنوات مضت .
آن لنا ان نحتفل بالعيد كسائر النساء ،فالرحلة كانت طويلة ومضنية امتدت منذ نشوء الدولة العراقية ولغاية يومنا هذا ، محطات لا يمكن نسيانها او تناسيها من حياة المرأة العراقية، معارك خاضت غمارها وانتصرت حينا وانكسرت حينا اخر . بدءا حين ساهمت في ثورة العشرين، ثم ثارت فكسرت قيود الجور بانضمامها الى الصفوف الوطنية والاجتماعية والسياسية ، كذا الوثبة شاهدة على بسالتها و أن كان مصيرها آتون المعتقلات، وكانت للمرأة بصمتها الواضحة في ثورة تموز عام 1958 بتشريع قانون الأحوال الشخصية. رغم انكسارها في شباط الأسود ، لكنها استعادت عافيتها ووقفت على قدميها في سبيل نيل حقوقها المستلبة.
أبت غربان الظلام والدكتاتورية الصدامية أن تتمتع المرأة بحريتها ، فأعادت جرمها مرة أخرى وبدرجة أوقح حين أغرقتها ببحر المعاناة ما بين اعتقالات وملاحقات وإعدامات ان لم تكن هي ، فابنها او أخيها او زوجها، لتمر عليها ايام كالحة مظلمة كسواد فكرهم وقلوبهم، وبعدها أتت الحروب الرعناء لتحصد ما تبقى من عزم وقوة أرادة للمرأة ثم الحصار الاقتصادي والإرهاب والعنف والتهجير وسلب المنجزات بتشريع القوانين المجحفة وإقصاء وهدر كرامة و... و غيرها.
نعم آذار جاء من جديد في عام جديد بعد 2003، وبحلة أحلى من العيد . لحظة صمت... ففرحة وانتشاء بيومنا آن لنا ان نحتفل بالعيد ، لكن صوت التفجير دوى .. دووووم ..كشف عن جرح آخر ... نرفض ان يسرق الفرحة بالعيد فعزمنا من حديد .. عهدا منا نحن النساء ان نتحدى قوى الظلام.. ان نكمل المسير.. لا لن يثني عزمنا لأي تهديد .. لا قانون "جعفري" يمزق النسيج الاجتماعي ويعمق الطائفية ويهدد الأطفال بزواج تعيس. ولا دستور يحمل من الثغرات المزيد .. لتكن هدية العيد ان نقف بوجه من يريد نسف المنجزات بتوحيد الصفوف وتنسيق العمل الموحد . لنستقبل آذار بالنضال ضد إرهابي المكتسيات عبر أبطال عبوات التفخيخ لسلب حقوق المرأة.. ولتكن تهنئتنا السعي لتطوير القوانين بما ينسجم مع العهود والمواثيق الدولة. كي نستعيد عالمنا الجديد الوطن الحر والشعب السعيد.