المنبرالحر

الجالية العراقية في المجر إحتفلت بعرس الديمقراطية البنفسجي/ د. علي الخالدي

ﻷول مرة في تاريخ العراق المعاصر يتفق عراقيو الخارج مع إخوتهم في الوطن ، بالمساهمة الجمعية في إرادة التغيير، لدرجة أنهم سبقوا الداخل في الزحف نحو صناديق اﻷقتراع وفي دواخلهم إرادة التغيير واﻷتيان عبرها بالصالحين الذين ، وعدوا بنقل شعبهم ووطنهم العراق من التقوقع في اﻷطر والسياسات التي رسمها العامل الخارجي ، وطبقها الطائفيون بغفلة من الشعب ، لمدة أكثر من عشر سنوات ، وجماهير شعبنا تحاول إصلاح عجلات مسيرة القائمين على الحكم ، من لا يملك الدراية والكفاءة ، وبرع بالنهب ، وإفقار الشعب ، وإدخال الوطن في أزمات ، متناسيا تعهداته بالتخلص من موروثات الدكتاتورية ، واﻹنطلاق نحو ،على سكة اللحاق بالركب الحضاري ، والتقدم اﻷجتماعي بالتنمية اﻷقتصادية والبشرية

بهذه الآمال شحذ العابرون للطوائف ، من أبناء الجالية العراقية في المجر همهم بالتحشيد للمشاركة بعرس الديمقراطية البنفسجي ، وبأعداد غير متوقعة لم يستوعبهم الباص الكبير ذو الطابقين ، مما إضطر أعداد منهم السفر بوسائط نقل أخرى كالقطار والسيارات الخاصة ، وهم يتسابقون لصبغ إبهامهم بالبنفسج ، بعد اﻹدلاء باصواتهم ، وأختيار من لم يتلوث تاريخه الوطني وأيديه بسرقة ألمال العالم ، ومن لم يصب بلوثة الرشوة والمحسوبية والتزوير ، ناهيك من لم يصب بالبكم والعشى النهاري في كشف الفاسدين والمرتشين ( إستبعد البعض منهم ) . ومع بدء التحضيرات المبكرة التي بذل بها القائمون على قيادة الجالية بالتحضير المادي واللوجستي ﻹشتراك أكبر عدد ، ومن مختلف اﻹتجاهات واﻹنتماءات واﻷعراق بالمشاركة بهذا العرس ، وﻵخر لحظة من إنطلاق الباص تواصل جمع التبرعات المادية لتغطية إجور الباص ، فقدم عدد من المتمكنين إقتصاديا بدعم ساهم الى حد كبير في إنجاح هذه التجربة الرائدة التي لم تكن بعيدة عن تأثير المفاهيم الوطنية التي زرعت بالعراقيين منذ أكثر من نصف قرن
وصل بنا الباص الذي سبقوه من وصل بالوسائط اﻷخرى الى مركز اﻷقتراع في فينا عاصمة النمسا ، وإستقبلوا ركابه ، على أبواب مركز اﻷقتراع ، بينما في داخل المركز عشرات العراقيين ، منهم بالملابس الشعبية التقليدية من المقيمين بالنمسا أو دول جوارها ، والمعلومة بوصول العراقيين من المجر تتنقل في أوساطهم ، بينما ينظم موظفو المفوضية الطوابير للدخول الى ثلاث غرف أعدت للإقتراع، في كل غرفة مجموعة من مراقبي الكيانات السياسية ، يسجلون ملاحظاتهم ، وموثقي الوثائق المقدمة منهمكون في تسجيل أرقام الوثائق وهناك من يشرح بطريقة سلسلة طريقة التصويت ، وكم هي لحظات سعيدة وأنت تسمع البعض من الشباب وترى اﻹبتسامة على وجهوهم وهم يرفعوا ابهامهم اﻷيمن البنفسجي ، وكانه حصل على نتيجة عالية في إمتحان يخوضه ﻷول مرة .
لقد جرت اﻹنتخابات بشكل لا يمكن مقارنته باﻹنتخابات السابقة التي صحبتها الفوضى واﻹقصاء من المساهمة في اﻷقتراع , ولم نسمع بشكوى ، وإن وجدت لقت طريقها للحل بكل سهولة . بعد اﻷدلاء باﻷصوات تعانق المعارف واﻷصدقاء في الساحة المقابلة للمركز ، وكأنهم على موعد كل أربع سنوات ، متواعدين على اللقاء في اﻷنتخابات القادمة ، وإفترقنا لنتجول بباصنا وراجلين في فينا وزيارة معالمها الجملية ، والفرح يغمرنا بالمستقبل الزاهر الذي ينتظر شعبنا بعد هذه اﻹنتخابات الواعدة ، واﻷمل يحدونا بأن تجري إنتخابات الوطن بمستوى لا يقل تنظيما وإنسيابية شفافية، عن ماجرت في فينا ، فتحية لكل من ساهم بروح وهمة عراقية حقة بالتحضير واﻷشراف على تذليل كل ما من شانه تحقيق مشاركتنا المسبقة بعرس الديمقراطية في يوم اﻹنتخابات اﻷغر ،