المنبرالحر

الأول من أيار" عيد ألعمال ألعالمي"---- وجدليّة ألعلاقة مع ألربيع ألعربي/ عبد الجبار نوري

بكل معاني الإكبار والاعتزاز بعمال ألعالم في احتفالاتهم ألعالميّة بمناسبة ألأول من أيار( عيد العمال ألعالمي) وفاءً وعرفاناً وتخليداً لنضالات الأحرار من العمال ألذين سقطوا في شيكاغو عام 1886 م دفاعاً عن حقوقهم وحريّاتهم حين تصدوا لجشع رأس المال وكارتلاتهِ ألأحتكاريّةِ بصدورٍ عاريّةٍ وبطونٍ خاويةٍ ، وبصرخةٍ مدويةٍ لا للظلم ، لا للاضطهاد ألعنصري واستغلال جهود البشر ، وكانت شعاراتهم تخفيف ساعات العمل الى ثمان ساعات حتى سميّتْ تلك ألحركة ألعماليّة ( من أجل ألثمان ساعات) ، والعمل على ألتخفيف من مشكلتي ألفقر وألبطالة ، وتحسين أوضاع ألعمال بقانون ألضمان ألأجتماعي وقانون ضريبة ألعمل ، وجوبهوا بفتح ألرصاص عليهم من قبل ألشرطة ألأتحاديّة وبأمرٍ من أصحاب ألقرار مُلاك ألمصانع ألضخمة ، والمزارع ألكثيفة ألواسعة سقط ألمئات من العمال والكسبة والشغيلة الفقراء المعدمين ، لذلك ومنذ أكثر من مئة عام يحتفل ألعمال بهذا أليوم ألمجيد ، يوم ألتضامن ألعالمي ، يوم أتحاد ألعمال أممياً حسب طبيعة بلدانها وأنظمتها ألحاكمة ، وسرعان ما أنتشر خبر مجزرة شيكاغو الى كندا وأستراليا وبعض مناطق أوربا ، وثُمّ تأثرت ألحركة ألعماليّة بالبيان ألشيوعي( لماركس وأنجلس ) ألذي أضفى لها ألطابع ألسياسي وأنتشار ألفكر ألأشتراكي منذُ ألقرن ألماضي ، وكانت للأحداث ألثوريّة ألعالميّة صداها وأثرها في تقويةّ مسار ألحركة ألعماليّة كثورة 1905 ألروسيبة ، وجميع هذهِ ألأحداث ألسياسيّة لعبت كعوامل مساعدة في ألأتفاق ألعالمي لأحياء ذكرى ألعمال بعيدهم ( ألأول من أيار) ، وثمة شعور بالوعي جاء مع ألفكر ألأشتراكي ألأقتصادي ألذي حرك أنتباه ألشغيلة بخسارته أثناء ألعمل حسب نظرية ( فائض ألقيمة) أي أنك أيها ألعامل ألبائس أجورك تعادل ألساعات ألأولى وباقي الساعات تعود نفعها الى كروش أرباب ألعمل ، وأصبحت القوّة ألعمالية تتبلور يوماً بعد يوم وتشكلت ألهيئات ألنقايبة والاتحادات ألسرية منها وألعلنية .
وخلال تأريخ ألعراق لعب ألعمال وتنظيماتهم ألنقابية دورا فاعلاً في مسيرة الحركة ألوطنية ، ومن خلال ألوعي ألطبقي شاركت شرائح ألشعب ألعراقي تظاهرته وسجونه ومشانقه ومنافيه ، ومنذ ثلاثينات ألقرن ألماضي ساهمت ألطبقة ألعاملة العراقية في دحر ألأحلاف ومواحهة ألأستعمار ألبريطاني وعملائه .
ألربيع ألعربي والطبقة ألعاملة
أنّ أول من قصّ شريط بوابة ألثورة في تونس هو ألشغيلة ألمعدم والمملوء باليأس وألأحباط هو الشاب { ألبو عزيزي} ألذي أقدم على ألأنتحار بأحراق نفسهِ أمام حشدٍ من ألناس اليائسين والمحبطين في ظل حكم زين العابدين المتغطرس ، وكان ذلك يوم الجمعة 17 ديسمبر في مدينة ( سيدي بو زيد) ، وكانت تلك الحادثة ألمأساوية ألخطوة ألأولى في مسيرة آلاف ميل ، وأنتهت بأسقاط أربعة أنظمة دكتاتورية في أ لبلاد ألعربية والتي سميّتْ ب( ألربيع ألعربي) ، ألتي حدثتْ من أواخر 2010 وبداية 2011 حين شهدت ألمنطقة ألعربية منعطفاً سياسيا خطيرا بتغيير هذهِ ألأنظمة وألى تغيرات مؤثرة على ألساحة ألعربية وتركت معطياتها ومؤثراتها ليس على ألصعيد ألسياسي فحسب بل ألأقتصادي وألأجتماعي والفكري والعقائدي ، فدفعتْ أرهاصاتها على ألواجهة الإعلامية برؤيا مختلفة منهم يعتبرها خسائر والآخر يراها مكاسب، والمحصلة ألنهائية حسب رأي ألمتواضع أنها نقلة نوعية في حياة ألشعوب ألعربية ، حين أزيلت فوبيا الدكتاتوريات والظلم والتعسف لأنّ ألنظام ألديمقراطي ألمؤسساتي هو هدف ألطبقة ألعاملة لأنها تتمكن من تحقيق مكاسبها ألمعيشية وأنصافها من ألأستغلال وجشع أصحاب رؤوس ألأموال ، ولهذا كان هدفها بالمشاركة ألفعلية وتقديم تضحيات دموية سخيّة في أنجاح حركات ألربيع ألعربي، وللأسف ألشديد بأنّ جهود هذه ألشريحة ألمتعبة قد سُرقتْ خصوصاً عند بروز ألأسلمة ألسياسية على ألواجهة ألسياسية والتي سيطرت بكل ما عندها من ثوابت دينية مقدسة بخلط ألدين مع ألسياسة ، وتقديس ألحاكم بأعتبارهِ ولي أمر يجب أنْ يطاع ، وأعتبار ألعلمانية بدعة دنيوية أستعمارية كافرة ، وحجب وتجيير نضالات وتضحيات ألمشاركين بشكلٍ جدي وفعلي من العمال والكسبة والشغيلة والطلبة والعسكر وألفئات ألمسحوقة ألتي قتل منهم ألمئات وشردت عوائلهم لم يكن هدفهم تغيير ألنظام ألأجتماعي وأقامة ألأشتراكية بدلاً من ألرأسمالية ، وأنما أقصاء ألطغاة وتحقيق ألمزيد من ألعدالة ألأجتماعية ، وحينها تذكرت مقولة ماوسي تونك ألزعيم الصيني عام 1975 عندما سُئلَ حينها عن ألثورة ألفرنسية 1899 قال : ( أنّهُ من ألسابق لأوانه ألحكم على هذهِ ألثورة ) وفعلاً ظهرت تداعيات ثورات ألربيع ألعربي * ألصراعات على ألسلطة * أنهيار ألدولة ألمؤسساتية * أنفلات أمني * تخندق طائفي وأثني ومناطقي * ظهور ألميليشيات ألتي شرعنت لنفسها حمل ألسلاح وألغاء ألآخر ربما بالقتل * تكفير فئات واسعة من الشعوب العربية المؤمنة بالديمقراطية والنظام ألعلماني ألذي يؤكد فصل ألدين عن ألسياسة * أنتشار ألفساد والركود ألأقتصادي وسوء ألأحوال ألمعيشيّة * ظهور ألمتشددين ألأصوليين التي ترتبط بأجندة القاعدة ألأرهابية ، * تجيير جهود وتضحيات ألطبقة ألعاملة والشغيلة وتهميشها ووصمها بالكفر .
ألخاتمة/أنّ ألعمال هم وقود ألثورات والبناء وأساس ألنهضة والتنمية وهم أول من يدفع فاتورة غلاء ألأسعار والبطالة وتجلت بمشاركتهم ألفعلية بالأطاحة بألأنظمة ألفاسدة وحملهم ألسلاح للتطلع لغدٍ أفضل ، لذا أعتادت ألطبقة ألعاملة أن تحتفل في ألأول من أيار من كل عام بعيد ألعمال ألعالمي تعبيراً عن ألآيدلوجية البروليتارية في رفض ألظلم وألأستغلال من قبل ألمؤسسات ألرأسمالية ألجشعة وأدواتها من ألأنظمة ألأستبدادية وألشركات وألكارتلات ألأحتكارية و لأجل ألتطلع لغدٍ أفضل ومستقبلٍ سعيد ، ألمجد والخلود لقادة ألنقابات ألعمالية بعيدهم ألسنوي ألمجيد ، وتحياتنا للعمال والكادحين في هذا أليوم ألسعيد ، ولترتفع أعلام ألرايات ألعمالية لتحقيق ألحريّة وألغد ألسعيد .