المنبرالحر

حتى الشيوخ لا يستثنوا من بعض التطعيمات/د .علي الخالدي

تعتبر عملية الوقاية من المرض من أبسط وأسهل السبل في التصدي للمرض ، معنويا وماديا ، وبصورة خاصة اﻷمراض التي لم يتوفر لها علاج بعد . في مقدمة الوقاية من اﻷمراض هو التطعيم الذي يبعد الشخص من مخاطر المرض ومن آلامه المصحوبة والمعاناة للعائلة والمجتمع على حد سواء، في حالة اﻷصابة به ، وقد تنجم عنه وفاة مبكرة أو يترك عاهة مستديمة في المصاب. من الناحية اﻹقتصادية تعتبرالوقاية أكبر إستثمار للفرد والمجتمع على حد سواء.
لقد نصت القوانين الدولية على ضرورة توفير التطعيم ضد اﻷمراض للإنسان منذ ولادته حتى شيخوخته، وحتى الحيوان اﻷليف بإعتباره أحد المصادر الوبائية للأمراض ، وبشكل متواصل كي يٌحافظ على مستوى مناعة الجسم، وخاصة التطعيمات المرتبطة بالمرحلة العمرية – والمسافرين الى المناطق الموبوءة ، وتطعيم الشيوخ ، يضاهي التزامات المجتمع ، للوقاية من عواقب أﻷمراض الخطرة ، والحد من إنتشارها كاﻹنفلونزا ، على اﻷقل تطعيم 5 بالمائة منهم في المجتمع كما تشير منظمة الصحة العالمية.

هنا لا أدخل في خلفية التطعيمات وفوائدها، ومسار تكون المناعة ضد المرض في الجسم، ولكني سأشير الى من يفزع العالم ويثير مخاوفه هو ما يدور من قلق ( في كل من سوريا والعراق )، من ظهور حالات اﻷصابة بمرض شلل اﻷطفال فيهما، وفي السعودية من وباء فايروس كارونا ، الذي يقال عنه أن الجمال مسؤولة عن إنتشاره، والذي سبب بوفاة عدد من المصابين.

في نهاية الشهر الماضي عقد المؤتمر العشرون للتطعيم في بودابست. وبالرغم من تقاعدي نهائيا عن العمل ، إلا ان هذا لم يمنع من تلبية الدعوات العلمية التي تقيمها الجهات المعنية سنويا ، كما إني أساهم بالمرور ( الراوند ) في القسم الذي كنت أعمل ( قسم العناية الفائقة للأطفال ) بين فترة وأخرى ، حتي أحافظ على تواصلي بما يستجد من جديد في طب اﻷطفال.
في هذا المؤتمر ، جلب إنتباهي ورود إسم العراق مرتين من قبل محاضرين ، اﻷول أشار على أن دخول مرض الطاعون جاء الى أوروبا من الشرق اﻷوسط عبر يوغوسلافيا ، وذكر الحجاج القادمين من السعودية والعمال القادمين من العراق الى المجر بالخصوص، وبما أنني لا أملك أية معلومات عن هذا الموضوع، فلم أتداخل كما بينت في حديثي ، بينما المتحدث الثاني قد أشار الى فزع أوروبا والعالم، و صعوبة التصدي والوقاية من مرض شلل اﻷطفال، الذي ظهر في كل من سوريا والعراق وربما بعض دول الشرق اﻷوسط والذي آلم المشاركين في المؤتمر ( يقدر عددهم حوالي اﻷربع مائة من ذوي المهن الطبية ) ، أشرت الى أنه حسب ما أطلع عليه من وسائل اﻹعلام العراقية فأن حالة واحدة ظهرت في العراق ، وتصدت الجهات العراقية والسورية ، فوضعت كافة إمكانياتها في شن حملة واسعة لتطعيم اﻷطفال ، ولم تستثن المناطق الملتهبة أمنيا ، ( هذا ما كان يقلق المؤتمرين ) وأن اﻷهالي متعاونون في تقبل كافة التعليمات للقضاء على إنتشاره ، ومع هذا في دوامة النقاش طرح تأسيس مراكز حجر صحي للقادمين من تلك الدولة ، وبصورة خاصة من اللاجئين في مراكز الحدود ، مضيفين اليهما السعودية خشية مرض فايروس كرونا ، أما اﻷمر الثاني الذي سبق وأن أكدت عليه في موضوع عن التطعيمات هو ما أولاه أكثر المتحدثين عن عدم إستثناء كبار السن ( الشيوخ من بعض التطعيمات ، مثلا سنويا أن يطعموا ضد اﻹنفلونزا ، وضد مسبب اﻹلتهاب الرئوي جرثومة بنيموكوكس وضد التتانوس والدفتريا وداء الكبد الذي يسببه هباتتس ب ، سيما وانه مع تقدم العمر تضعف مناعة الجسم ، تجاه اﻷمراض وبصورة خاصة الوبائية، أتمنى لحملة التطعيم النجاح ، وأن توضع ضوابط لتطعيم اﻷطفال وكبار السن على حد سواء.