المنبرالحر

كأس العالم في البرازيل.. أرباح للشركات وأزمة أجتماعية في البلاد/ حازم كويي

أيام معدودات وتبدأ مباريات كأس العالم في البرازيل ،هذا البلد الذي ُتعتبر فيه ممارسة رياضة كرة القدم متشابهة مع الطقوس الدينية وهي كالأفيون الذي لا يمكن التخلي عنه، خاصة للكثير من الاطفال والشبيبة الفقراء المعدمين، عله يصبح أحدهم محترفاً كسلعة ثمينة تدر عليه المال في نوادي كرة القدم التجارية .
لازال العمل جارياً على قدم وساق لبناء المنشئات الرياضية وخاصة للالعاب الاولمبية القادمة في صيف عام 2016 في مدينة ريودو جانيرو.
الشركات المتعددة الجنسية تتحرك وبلاتوقف والتي تجني ارباحاً خيالية هائلة. والحديث هنا لايخص الشركات التي شيدت الملاعب فقط ، بل تلك العروض التي قدمت لهذه الدولة في كيفية توفير الحماية الامنية التكنيكية لهذا المهرجان وكذلك القادم بعد عامين، والحديث يدور عن سبل توفير الامن وكما هو حاصل في الكثير من دول العالم والتهيئ ضد العمليات الارهابية المحتمل وقوعها او التظاهرات المعارضة لهكذا نشاطات.
كلفت البرازيل معدات عسكرية تكنيكية بحدود 70 مليون دولار، منها روبوتات مزودة بالكاميرات يجري من خلالها السيطرة ومن مسافة بعيدة على التحركات والتظاهرات،وكذلك دبابات دفاعية (ارض جو) صُدرت من اميركا واسرائيل.
اما التجهيزات المتعلقة بالامن الداخلي فقد ربحت فيها شركات المانية ونمساوية، فخراطيم الماء المتميزة بقوة الاشعاع العالية الدفع يتم تشخيص مكان المتجمعين فيها حيث يجري تفريقهم برشاشات مياه مؤلمة، وقد استخدمت هذه الخراطيم عام 2013 في ريودو جانيرو ضد المتظاهرين، وحدث نفس الشئ في آيار 2013 عند استخدام دبابات (غيبارد1A2) أثناء زيارة بابا الفاتيكان بمناسبة يوم الكاثوليك العالمي ، جرى فيها الادعاء ان هذه الدبابات هي لحماية الجموع المحتشدة في هذا المهرجان والذي جرت وقائعه في ملعب لكرة القدم.
لقد كلفت اسعار هذه الصفقة من الدبابات المصنعة البرازيل من قبل شركات ( كراوس مافاي + بلوم + فوس وسيمنس )حوالي 40 مليون دولار.
وحسب صحيفة (فولادي ساوباولو) فأن مجلس رئاسة (الفيفا) طلب اشراك هذه الدبابات عند بدء الالعاب القادمة.
ويعتَبر عالم الاجتماع البروفيسور كارلوس فاينر، ان إجراءات عسكرية كهذه تعرض امن الناس لخطر كبير وخاصة ضد التظاهرات وهو بالضد من المبدأ الديمقراطي القانوني فهذا( التقدم التكنيكي يعرض الديمقراطية باستمرار الى الخطر ويعارض قانون الدولة الاساسي).
هذا الخوف الذي يراود الكثير من المنظمات والحركات الاجتماعية، يجري التحذير فيها من عسكرة مناطق التجمع الجماهيرية المختلفة بالكامل، ولان صفقات كهذه قد عقدت مسبقاً تزداد فيها المخاوف اكثر، كون ان الالعاب الاولمبية الصيفية عام 2016 التي ستجري في ريودو جانيرو مرشحة لأحداث كهذه، فقد صرح وزير الدفاع البرازيلي اواخرعام 2013 (بضرورة الحفاظ على الامن والنظام) موضحاً وبلا تردد أن ضمان الامن اثناء الالعاب الاولمبية وعدم السماح بالتظاهرات والاحتجاجات والذي يدخل في نطاق العمليات الارهابية، حيث يتعرض فيها المواطن الى السجن لمدة 30 عاماً.
وحسب وسائل الاعلام البرازيلية فان المخاوف تزداد من التمويل المادي الخارجي، التي تؤثر على الماركة التجارية البرازيلية .
فالارباح خيالية لاصحاب المشاريع والتنافس شديد وخاصة لاولئك المرتبطين بالعاب كأس العالم، فالاحتجاجات مستمرة رغم محاولات الدولة لوضع ضوابط ضدهم .
المنتخب البرازيلي سيدخل في صراع قوي من اجل نيل البطولة، وسيدخل المجتمع البرازيلي بنفسه في صراع داخلي، الاقتصاد بدأ بالضعف وسياسة الطاقة في أزمة والانتقادات حادة ضد الرشوة المتنامية، بيوت الصفيح منتشرة في ضواحي المدن الكبيرة .
في المناطق السياحية التي يكثر فيها السواح تتواصل المعارك بين الشباب العاطل والشرطة.
الطبقة الوسطى التقليدية اخذت تنحدر الى مستوى الطبقة البروليتارية الجديدة ،واليمينيون يحاولون توظيف الاحتجاجات لصالحهم، ومحاولات رئيسة الجمهورية ديلما روسيف الاصلاحية تتعرض للكبح.
ان حكومة يسار الوسط في مأزق والامل في انعطاف نحو اليسار اصبح مقلقاً، مع ذلك فالمفاجآت متوقعة في البرازيل والتي تحمل اكثر الاحيان طابعاً ايجابياً.