المنبرالحر

المحن الكبيرة توحد الوطنيين الديمقراطيين/ حيدر سعيد

الشعوب تكتنز الكثير من التجارب والدروس التي مرت بها في مقطع معين من الزمن ، تتخذ منها حافزاً ودافعاً لعبور المحن التي تحيق بالوطن، مشخصة اسبابها والسبل الكفيلة بتجاوزها، بتوحيد قواها الوطنية الديمقراطية داخلياً، لانها الاساس في تعزيز لحمتها وتوطيدها. وشعبنا العراقي واحد من تلك الشعوب، الذي سرعان ما ينهض واقفاً في كل منعطف خطير يمر به.
لذلك فالمحن الكبيرة والصعاب كثيراً ما تؤُجل القوى السياسية بسببها خلافاتها باعتبار ما يواجه الوطن اكبر من تلك الخلافات، والمحن تصلب ارادة الشعب، وتوجد قيادات ميدانية مخلصة وفيٌة، تستوعب الاحداث وتواكبها، على ان يرافقها الأهم توعية الجماهير وتحصينها فكرياً، وهو السلاح الامضى في مجابهة المحن، وتحويل الانتكاسات الى انتصارات، والتوجه الى المصلحة العليا، مصلحة الوطن، وتسييد الهوية الوطنية التي تجمع المواطنين وتوحد ارادتهم، بعد تشخيص سياسيي (اللنكات) المتخاذلين المتحينين للفرص. ان معركة شعبنا العراقي اليوم فكرية بامتياز، قبل ان تكون معركة عسكرية، ولذلك فان تحصين الشعب العراقي فكرياً من الاعداء الخارجيين والداخليين من امثال زمر داعش، وعزلهم وقطع الطريق على اجندتهم، وكشف اقنعتهم وارتباطاتهم، وتجريدهم من اسلحتهم المتعددة وفي مقدمتها الطائفية والفكرية والاعلامية، ضرورة وطنية ملحة قبل اي شيء آخر.
وشعبنا العراقي بقواه الوطنية الديمقراطية كفيل بالدفاع عن ارضه ضد موجات المغول الجديدة الدموية من ارهابيي داعش وبعثيي الحملة الايمانية لمسيلمة الكذاب، المجرم عزت الدوري، الذين اسفروا جميعهم عن وجوههم الحقيقة بتحالفهم، ضد الوطن وشعبه، هذا الشعب الذي يحفل بتاريخ نضالي مشرف طويل ضد الاستبداد والطغاة والاعداء سطر من خلاله التضحيات الجسام. لذلك على الحكومة القادمة والكتل المتنفذة فيها، عليها ان تدرك ان ابناء الوطن المخلصين من جميع القوى الوطنية الديمقراطية المؤمنة بالديمقراطية والعملية السياسية، هي صاحبة المصلحة الحقيقية بالدفاع عن الوطن، وفرصة عقد مؤتمر وطني واسع يجمع هذه القوى حان وقته، لان الفرز السياسي قد توضحت صورته وليس هناك ما يستر عورة تجار السياسة بعد الان، خاصة وان انتكاسة الموصل كشفت الكيانات التي جاءت ممتطية المحاصصة الطائفية القومية، والتي فنٌدت الحياة افكارها خلال هذه الفترة واخزتها بما فيها الكفاية. وان شعبنا العراقي قبل تحدي الارهاب وحلفاءه على ارض وطننا، فلا تخذلوه ايها المتنفذون ثانية وتزيدوا من آلامه.
لاتترددوا من تعميق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة، فهي المصدات القوية لكل اساليب الاعداء وخبثهم.
كونوا قريبين من آلام الشعب ومعاناته، واستمعوا الى أحراره ومناضليه الذين عرفتهم سوح النضال وشهدت بوطنيتهم واخلاصهم مواقفهم المنحازة دائماً الى شعبهم وقضاياه الوطنية.