الاسواق المالية..من هي ؟ ومن اين تستمد قوتها؟/ اعداد : حازم كويي

التفاصيل: نشر بتاريخ الخميس, 10 تموز/يوليو 2014 11:02

من هي هذه السلطة الخفية التي تسيطر على كل شئ ، هل هي حقاً خفية ام لها اسم وعنوان.
لنأخذ على سبيل المثال بنك المانيا(دويتشه بنك)، رويال بنك اوف سكوتلاند ، فيديليتي فوندس، جي بي مورغان، هؤلاء يملكون عنواناً في البورصة الالمانية في مدينة فرانكفورت على نهر الماين، في ساحة البورصة رقم 24، ومصرف نيويورك في وول ستريت رقم 11، بورصة لندن في باتونستر سكوير، فهذه هي محل اقامات الاسواق المالية، التي لها اسماء وعناوين كثيرة حيث تتمركز هناك اموال العالم وبمعنى ادق (الرأسمال العالمي )، التي ُتجمع من خلال اصحاب الاعمال والمشاريع الاثرياء، ومن شركات التأمين وبنوك التوفير (10%من سكان المانيا يملكون 60% من المجموع الكلي للأموال ، حسب احصائية عام 2007).
هذه الاموال تستثمر في سوق (الاسواق المالية) والعملية تجري بالاقتراض وزيادة الارباح من خلال الاستثمار اي (اقراض – استثمار – زيادة ارباح).
وبأتباع البنوك العالمية هذه السياسة، ازدادت اموالها بحجم كبير، ففي عام 2010 قُدر المبلغ ب 257 بليون دولار امريكي، والذي يعادل اربعة اضعاف قُدرات دول العالم في المجال الاقتصادي، هذا الرأسمال المالي يدعى اليوم (بالأسواق)، والذي يتعاظم دوره في النمو المتصاعد متمثلاً في بلوغ الارباح كهدف مرسوم لها.
ولأجل زيادة هذا التوسع العالمي تحتاج الاسواق المالية الى الرأسمال المتداول، فأصحاب الاعمال يُدخلون انفسهم في حالة مديونية لاجل التوسع كما هو الحال على مستوى الدول، لأن من يملك القبضة على الرأسمال سواءاً الاجنبي او المحلي ، يكون قادراً على جمع المال كي يجتاز او يقاوم الإفلاس وحتى يبقى منافساً نشيطاً ومن خلالها تنمو سلطة السوق المالي، فهي مركز قيادة الاقتصاد العالمي والتي يمثلها في البناء الفوقي القضاة والسلطة التنفيذية، فهم الذين يقررون لمن تعطى القروض ولمن لا تعطى، والذي يحددها مقياسان هما الربح والمجازفة، فالذي يجلب الارباح للمؤسسة المالية يكافأ على ذلك، اما الذي تكون خدماته قليلة فيذهب فارغ اليدين .
وهكذا يتعامل الرأسمال المالي على المستوى العالمي في هذا السباق ومن اجل اعلى الارباح، فهي السلطة الاقوى وكما يقال (المال يحكم العالم).
في كثير من المساهمات التي ُكتبت عن الازمات المالية مؤخراً، تقول انها نتاج سلطة الاسواق المُتسببة من وضاعة الرأسمالية فهي تمارس تقييد السلطة كي تستطيع ان تُشفي وضاعتها.