المنبرالحر

برلمان للشعب ام للكتل المتنفذة ؟ ! / نوار سعيد

التغيير الذي نشده الشعب العراقي وقواه الوطنية ، و جسدته الجماهير قبل وبعد الانتخابات باعتصاماتها وشعاراتها المرفوعة ، التي شكلت ضغطاً لن تستطع القوى المتنفذة ان تتجاهل دويه وقوته ، فتلاقفته موظفة اياه لخدمة حملاتها الانتخابية( مرحلياً ) !!

فالدعوة للاصلاح كانت جادة وصادقة ، للخروج من نظام المحاصصة ، المنتج للوضع المأساوي ، الذي اطبق على شعبنا العراقي وخاصة طبقاته الفقيرة الكادحة، والانتقال بالعراق الى الوضع الديمقراطي الحقيقي التعددي الاتحادي الفدرالي ، لكن نتائج الانتخابات الاخيرة جاءت برواد المحاصصة من جديد ،( حصان المحاصصة نفسه فقط تغير يلاله) ! مما يتطلب ان تستعد الجماهير وقواها الوطنية الديمقراطية المدنية للضغط على البرلمان وتوجيهه بالشكل الذي يخدم مصالح الوطن والمواطنين، وتقف حائلا من ان يعاد انتاج النظام السابق من جديد ، حيث الالام والحرمان .(اي بمعنى على الجماهير ان تري المتنفذين الجدد العين الحمرة ) !

ان شعبنا اليوم بجميع تشكيلاته المذهبية والقومية والسياسة، يواجه عدواً فاشياً متمثلاً بداعش وحلفائها من بقايا البعث ومن لف لفهم ، مما يتطلب من برلمانه ان يكون فعلاً ممثلاً للشعب دون تمييز وحامياً لاستقلال الوطن والذود عن حياضه ، لا برلماناً للكتل المتحاصصة المتصارعة على تقسيم المناصب ، وكأنها غير معنية بهموم ومشاكل الشعب العراقي ، ولا بالمخاطر التي تواجهه .

شعبنا العراقي يريد من البرلمان المنتخب ، صوته الذي يتواصل مع جراحه وآلامه ، قريباً من نبض ابنائه وما يحيط به من مخاطر داخلية وخارجية .تتجسد وظيفته في تشريع القوانين التي تخدم المواطن وتوفر له العيش الكريم ، ومراقبة السلطة التنفيذية ومتابعة تطبيق القوانين والتشريعات .

لذلك فان شعبنا وقواه الوطنية الديمقراطية ، مدعوة منذ الأن ان تكون صوتًأً عالياً ، لتبيان مواطن الضعف والخلل في اداء البرلمان والضغط المتواصل لتجاوز وعبور ما خلفه البرلمان السابق من احتقان وغليان بسبب احتدام الصراع على المصالح الضيقة الى منطقة الامان والاستقرار

ان شعبنا العراقي اذ يتوجس خشية وريبة من البرلمان الجديد وحكومته من ان يسيرا على خطى البرلمان والحكومة السابقين فهو محق، وذلك من خلال ما يترشح من التمسك من قبل الكتل المتنفذة بنظام المحاصصة الطائفي القومي المقيت ، خاصة وان البرلمان الحالي يضم وجوهاً تحمل نفس المنهج والتوجه الفكري المعادي للعملية السياسية والديمقراطية ، من خلال مواقفهم التي تنسجم مع اعداء الوطن والشعب العراقي من ارهابين تحت مسميات وواجهات مكشوفة بما فيهم بقايا البعث الفاشي ، والتي ما عادت تنطلي على شعبنا وقواه الوطنية الديمقراطية بعد اليوم ، وتصريحات ظافر العاني المبطنة عن مؤتمر لبيادق الشطرنج في الاردن تدعي المعارضة!!، تصب في خانة الدفاع عن هذا الحلف الفاشي الجديد .

ان التوافقية اريد لها تقسيم الشعب العراقي بين طوائف وقوميات ، تقف خلفها الكتل المتنفذة لكي تحمي مشروعها التقسيمي ابتداءاً من الحصص المصلحية تصاعداً الى اقتطاع اجزاء من العراق بهدف اضعافه وانهاكه ، لذلك نجدها اي تلك الكتل تُستفز حينما يجري الحديث في الشارع العراقي وقواه الوطنية الديمقراطية عن المشروع الوطني الديمقراطي، وعن الديمقراطية الحقيقية حلاً للازمات .

لذلك فأن تشكيل جبهة اتحاد الوطنيين والديمقراطيين ، اصبحت ضرورة ملحة تفرضها جبهة الاعداء المعادية للديمقراطية والعملية السياسية ، جبهة تتسع لكل الشرفاء والمخلصين لهذا الوطن بعربه وكرده وكل اطيافه واقلياته ، تقف ضد اي توجه للقوى المتنفذة، بالضد من مصلحة الشعب ، انطلاقاً من تجربة العشر سنوات المريرة التي اثبتت خلالها تلك القوى سواءاً في البرلمان أوالحكومة انهم ليسوا بناة دولة ، وانما تجار جشعين تهمهم مصلحتهم فقط .

ان البرلمان يجب ان يكون صوت الشعب مصدر السلطات وبدون ذلك سيتحول من جديد الى برلمان للكتل المتناحرة على الحصص وتوزيعها ( مثل مارحت اجيتي )وهذا ما سيدفع بالبلد الى المزيد من المخاطر والتدهور والانفلات ، يرافقها دماء زكية لابناء شعبنا النازف ، وتهديداً لاستقلال الوطني.