المنبرالحر

لالـش / قيس قاسم العجرش

اضطرّت فيان دخيل الى أن تسمع خارج جلسة البرلمان عبارات قاسية، تلومها على الإساءة (أو ما عُدّ كذلك) حين قالت أن الايزيديين يُذبحون في مناطقهم التاريخية تحت راية لا اله الا الله. وقولها أوضح من أن يفسّر.
فيان نائبة برلمانية انتخبها ناخبون عراقيون، وكان لها كما لغيرها أن تتسنم ربما رئاسة البرلمان أو ان تترشح لرئاسة الجمهورية أو أي منصب آخر، لولا نظام (سوءة) المحاصصة، التي أغرقتنا منذ عشر سنوات في ما نحن فيه.
هي ابنة عائلة يزيدية مرموقة، لا يهز عراقيتها ولا يدانيها كونها مختلفة عن الآخرين في دينها، حتى لو كان هذا الإختلاف يفصلها عن 99 بالمائة من ابناء الشعب العراقي. فالامر في موضوع الأديان لا يعتبر بالعدد، ولا شأن له بالأغلبية. هذا يجب ان نقوله بوضوح اشدّ حتى مما قالته فيان.
لا يوجد نص دستوري او قانوني، يعرّف المواطنة والعضوية في المجتمع العراقي على أنها ترتبط بأي دين على الإطلاق.
لا اشتراط من هذا النوع مطلقاً، ولن يكون، بل العكس هو الموجود. هناك نص يطلق حرية الإعتقاد والضمير من دون قيود، ويشدد على ابعاد هذا الموضوع عن الانتساب للوطن.
فيان قالت ما قالت لأنها تشخّص وترصد «رؤية عدد من الإنتهازيين» الذين يرون أن»داعش»هي جزء من ثورة عشائرية دينية، تطلب حقوقاً مهدورة من قبل الحكومة! في مغالطة وضيعة ارتكبها بعض الحمقى من الذين تعج بهم فضائيات الغفلة.
«داعش» تلعب على وتر رفض الإختلاف ومعاداة التعدد، اللذين ساهمت في نشرهما بالأصل قوى سياسية تبنّت الطائفية كمسلك سياسي. الفرق هو ان داعش تجني الثمار قتلاً وعدمية، بينما جنى متبنو الطائفية ثمارهم السوداء على شكل مناصب وكراهية أشاعوها بين ثنايا المجتمع. إذن هي تمارس الإنتهازية كما مارسها من قبل شركاء في العمل السياسي والديمقراطي. فالأولى أن يستحي هؤلاء حين تؤشر فيان سوءة عملهم وجنايتهم ولو بعد حين.
لحظة صراحة، حتى يطمئن اليزيديون العراقيون: كان الأولى ألا تسكت الحكومة حين قُتل 11 يزيدياً بدم بارد في زيونة وسط بغداد قبل بضعة شهور، ولم تهتم الأجهزة الأمنية بذلك بل وتواطأت بسكوتها. وكان الأولى ألا تسكت حين تعرضوا الى الإمتهان والتقتيل على يد المليشيات في محالهم .. الأولى أن ننظر كعراقيين الى قدسية «لالش» عندهم، كما ننظر الى مقدسات المسلمين بطائفتيهم والمسيحيين والصابئيين، لأن الجميع عراقيون ولهم حق العبادة وحريتها..
هذا ما كان أولى بكثير من الزعيق في وجه فيان الصادق.