المنبرالحر

القرض هي الدورة الدموية للاقتصاد/ اعداد: حازم كويي

تتحرك العمليات الاقتصادية من خلال القروض ،وهي كما يقال كمادة التشحيم التي تستعمل في مجالات اخرى ،من خلال القروض تسيطر البنوك على الدورة الدموية للهيكل الاقتصادي بأكمله.
وكما جرت الاشارة سابقاً من ان اصحاب الشركات بحاجة للقروض والا فانها ستتداعى وتنهار، الذي يؤدي الى تهديد الهيكل الاقتصادي(المقصود النظام الرأسمالي).
لكن صورة (الدورة الدموية ) تكون منحرفة ، لأن القرض لوحده لايجلب مادة مغذية كافية لعناصر الاقتصاد الفاعلة ،لانه يطالب بأشياء اخرى.
فالقرض هو في النهاية عبارة عن حق تأمين زيادة النقد للبنوك من خلال الارباح متعددة الاشكال، والتي يجب ان تستثمر اقتصادياً من خلال مجموع العاملين في كافة المؤسسات .
والى هذا الحد لايمثل القرض مادة مغذية فقط ، بل جوعهم وتعطشهم للمال. فهو جامع أموال العاملات والعاملين على اختلاف صنوفهم من مؤسسات الدولة والقطاعات الخاصة وهو من جانبه ايضا يعطي القروض ، اي انه الوسيط بين المُودِعِين والمُقَرَضين.
للزبائن ارصدة في البنك ، حيث يقوم بدفع ما بذمة هؤلاء من التزامات مالية ، وكذلك بأقراضهم مبالغ معينة،عند حاجتهم ، اي انه يستطيع من خلالها خلق قابليات دفع جديدة.
مثال ذلك السيد(س) يذهب الى البنك ويودع مبلغ 2000 دولار ،السيدة(ص)تذهب الى نفس البنك وتقترض مبلغ 2000 دولار ، والبنك هنا لم يأخذ من السيد (س) المبلغ ليعطيها بسهولة الى السيدة (ص)، بل ادخلها في عملية قرض ، الهدف منها هو الربح ، اي على السيدة دفع ارباح ولفترة زمنية يجري الاتفاق عليها.
فأذا اشترت السيدة من مبلغ القرض جهاز تلفزيون من البائع (ع) ولنفرض ان البائع يملك حساباً مصرفياً في نفس البنك ، تكون العملية هنا ان البنك يتصرف بهذه الوديعة (2000 دولار) من (ع) ويقوم بأِقراض المبلغ الى شخص آخر (ك)، هنا يكمن دور البنك المتمثل بأعطاء القروض زائداً الارباح ، ويبدو ان الامر فيه نوع من المخاطرة والجنون ، لكن الحقيقة هي ان البنك من خلال ارباحه وشروطه الالزامية يقوم بعملية تجارية هدفها الربح والتوسع، اي انه يريد من خلال اعطاء الديون للزبائن بخلق الرأسمال وزيادته باستمرار، وبهذه الاملاءات تكتب البنوك لنفسها شروط جمع ثروتها.
والبنك من خلال ذلك يقوم بعملية مضاربة،اي انه يقوم بالتسليف كي تحصل المضاربة لاجل استمرارية عمل المؤسسات وهذا ما تصبوا اليه من ان طالب القرض يقوم بخدمة اهداف البنك، والقاعدة هي اعطاء المزيد من القروض حتى تُحقق عملية استحقاقات الدفع الالزامية.
الكثير من الناس يؤمن ماله في البنك (مع حصوله على فائدة قليلة)، وكثير من الناس يقترضون المال من البنكً(بفوائد عالية الدفع)،هذا المال لدى البنك يتصرف به حقيقة ويتعامل معه للاحتياطات الطارئة وللحالات التي يقوم الزبون بسحب رصيده ومن منطلق عدم حصول الافلاس فيما اذا اراد كل زبون سحب امواله.(في عام 2011 حصلت مؤسسات البنوك من القروض فقط على 3600 مليار يورو).