المنبرالحر

الاسواق المالية تنحط الى كازينو المراهنات الكبيرة / اعداد: حازم كويي

في الاسواق المالية يتم تداول الاسهم والسندات وكذلك اوراقاً مالية غريبة مع مشتقاتها والتي يمكن فيها الرهان على احداثٍ معينة، وهي في هذه الحالة لاتلبي وظيفتها الفعلية بتزويد الاقتصاد الحقيقي بالقروض ،بل تصبح جزءاً من لعبة كبيرة .

ففي الاسواق المالية تجري والى حد كبير المضاربات والمقامرات ورهانات الكازينو المنحطة، وهذا هو عمل اللاعبين فيها، فالتقارب بينها والكازينو واضح، والطريق واحد، من اجل الربح السريع وكذلك الخسارة السريعة، يمكن المرء فيها ان يصبح ثرياً او فقيراً.
فاللاعبون في البورصة وسوق القمار لايستطيعون ان يتحكموا بالنتيجة.
المراهنات المالية اصبحت بلا شك في تصاعد مستمر وبلغت القيمة السوقية نهاية عام 2011 بحدود 27 بليون دولار، وهذا مايعادل نصف ناتج الاقتصاد العالمي.
فصورة كازينو القمار خاطئة ولعدة اسباب :
ـ على طاولة الروليت يجري تصريف المال للمالك، وفي حالة من اعادة التوزيع ليس هناك رابح من جهة ولاخاسر من جهة اخرى، فاذا لم يشارك لاعبون جدد فلا توجد حالة (النمو العام) كما هو الحال في ارتفاع اسعارالبورصة .
ـ ان الذي يجري التعامل به في الاسواق المالية ليس النقد، بل قروض الائتمان والتزامات الدفع ولهذا تكون الرهون في البورصة متقلبة للغاية، عكس كازينو القمار التي تعمل بشكل ثابت، فعندما ترهن 100 يورو تكون قيمتها دائما نفس المبلغ اي 100 يورو.
ـ على طاولة الروليت تقرر الصدفة الربح والخسارة، لكن في البورصة، التكهنات هي التي تقرر مستقبل النمو وهذه ليست من قبيل الصدفة، فالمنافسة الرأسمالية والمضاربات هي من النتائج المتأتية من ذلك. فالروليت يتصرف اكثر ثباتاً من الاسواق المالية واكبر الاحتمالات على الاقل هو حساباتهم للتكاليف.
والاسواق المالية لاتتبع الصدفة بل المنطق، والاثنان في كل الاحوال، الصدفة ونتائج المنافسة تخرج عن نطاق السيطرة والتوجيه.
ويقال ان المهمة الحقيقية للاسواق المالية امداد الاقتصاد الحقيقي بالقروض وهذا يعني على الاقل في النظام الحالي ـ امل الاتقياءـ وكما في مصانع السيارات، كون ان وظيفتها ليست تزويد المجتمع بالسيارات بل بدلا من ذلك فان واجب الجهات المالية واحتكارات السيارات تحقيق اكبر قدر ممكن من الارباح .
القروض والسيارات ليست الغاية وانما الارباح المتزايدة ولا يهم ما يحصل بعد ذلك(حسب المنطق الرأسمالي)، ففي مجتمع الاقتصاد الحقيقي تكون المضاربات عندها جزءاً من ضروراتها، فاذا استثمرت شركة سيارات 100 مليون يورو في بناء مصنع لها، فهي تقوم بحساب ربحية الاستثمار للسنوات القادمة، اي انه يبني توقعاته على تطورات المستقبل،وقد لاتكون ضامنة فالمصنع الجديد والسيارات الجديدة ليست لها قيمة، عندما يشتري الزبائن السيارات من منافس، و هنا يحمل كل استثمار لحظة مراهناته الصعبة.