المنبرالحر

لا لتسييس الرياضة: نعم لاقتراب السياسيين من الرياضة / منعم جابر

الرياضة هذا القطاع الجميل الذي عشنا فيه ومعه لاكثر من نصف قرن من الزمان ارتبطنا من خلاله مع شخصيات كثيرة وكبيرة عشنا احلى الايام مع نجوم الرياضة وابطالها وجدنا فيهم قيما جميلة ومبادئ انسانية راقية. تعلمنا من الرياضة انها حب للخير وطاعة للوطن واحترام للمعلم الذي يعلمنا المسير على الطريق الصحيح، وظلت الرياضة وسطا سمحاً ومجالا فسيحا للعلاقات والصداقة والسلام ما بين ابناء الشعب الواحد من بطاح الفاو وحتى ذرى كردستان، فالفرق الرياضية العراقية كانت ولازالت تضم في صفوفها مبدعين يمثلون الطيف العراقي يقدمون احسن الانجازات وافضل النتائج لفرقهم العراقية دون النظر لمسقط الرأس والانتماء المديني والديني والمذهبي والقومي والاثني فالبطولة يحققها هذا او ذاك للعراق بكل اجزائه، واطيافه وقد حاول البعض افراداً وجماعات او احزاباً وحركات فرض نفسها واسلوبها وافكارها على الرياضة والعابها وابطالها ولكن الرياضة ابت وترفعت عن ان تكون محسوبة لهذا او ذاك ولتجربتنا الطويلة مع النظام الدكتاتوري الصدامي الذي بذل الكثير من الجهود وسخر ازلامه واولاده للسيطرة على الاندية والاتحادات الرياضية والاولمبية لغرض تسخير الرياضة "بعثويا وصداميا" إلا ان ابناء الرياضة وابطالها وشخصياتها ابوا إلا ان يظلوا عراقيين حريصين على الرياضة وعراقيتها وان من سار مع النظام المقبور أو تساير معه من اهل الرياضة كان عاقلا ووطنيا وكثيرا ما اعلن بعض هؤلاء سرا لزملائه ابناء الرياضة "بأن ما يحصل هو مجاملة" من اجل الرياضة وتجاوز تلك الظروف العصيبة. اذ اغلب محاولات "ايام زمان" بتسييس الرياضة وفرض "التبعيث الاجباري على الرياضيين" باءت بالفشل والخيبة لان الرياضة كانت وستبقى وسطا شفافا وطنيا عراقيا لا يسمح للطارئين والانتهازيين من ركوب موجة المصالح الذاتية على حساب مصلحة الرياضة وحق الوطن ومن خلال تجربتي السياسية والرياضية تأكد لنا واقتنعنا بأن من يفكر بتسييس الرياضة وتخريبها ويدفع ببعض السياسيين افرادا واحزابا لفرض افكارهم ومعتقداتهم وحتى ايديولوجياتهم على القطاع الرياضي ابطالا او اندية رياضية او مؤسسات قائدة للنشاطات الرياضية سيقترف خطأ كبيراً وتصرفاً غير مقبول لانه يتعارض مع قيم الرياضة ومبادئها السامية. وكلامي هذا موجه لكل الناشطين في القطاع الرياضي والقريبين من قوى واحزاب متنفذة اليوم بان لا تكرروا ما فعله النظام الصدامي الدكتاتوري البائد حين فرض على الرياضة منهجه وافكاره واننا مطالبون بأبعاد الرياضي عن التسييس والمطلوب هو نشر ثقافة التسامح و"الاسبورتية" في السياسة العراقية.