- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الإثنين, 15 كانون1/ديسمبر 2014 17:32
بما أن الموضة اليوم هي كشف الفضائيين في كل مرافق الدولة، فلا بد من أن نبدأ بالبرلمان الذي هو أعلى سلطة في البلد وأخطر هيئة في العراق، لأنه مسؤول عن تعيين الحكومة وسن القوانين ومراقبة عمل كل الوزارات والمؤسسات الخاصة وإقرار الموازنة. ويفترض ايضاً أن يقرر الحرب والسلم، وبمعنى آخر الحياة والموت لهذا البلد الأمين. وحتى هذه اللحظة لم تتم الاشارة الى هذه المؤسسة إلا عرضا ، و يجري التركيز على السلطة التنفيذية بجانب الدعوات الخجولة الى تطهير السلطة القضائية.
ولا أريد أن أشير بالتفصيل إلى تعيين الوهميين من حمايات النواب الذي هو ظاهرة متفشية منذ الجمعية الوطنية أو ربما منذ تشكيل مجلس الحكم. كما لا أرغب في الحديث عن الشركات والعقود الوهمية، ولا عن استغلال المنصب للإفساد المالي والإداري والاجتماعي، ولا عن أمور أخرى كثيرة يتداولها الناس في الشارع ويشير اليها الإعلام يوميا. فهذه كلها نتائج لطبيعة البرلمانيين المتعاقبين والثابتين الذين لا يطولهم التغيير وهم الكثرة الكثيرة والكارثة في آن واحد.
من حيث الشكل العام أو المظهر يمكن القول: إن هناك انتخابات تُجرى كل أربع سنوات، تحظى باهتمام واسع إعلاميا وجماهيريا، في غياب قانون انتخابي عادل وقانون أحزاب وتعداد سكاني ومفوضية مستقلة نزيهة، وغياب كل هذه الأمور يوفر حواضن لفضائيين وبلاوي لا تعد ولا تحصى.
رضخ الناس للأمر الواقع بكل ما ينطوي عليه من رداءة وتجيير لمجموعة من الفئة الضالة، التي لا يهمها مصلحة الشعب المسكين، متأملين خيرا بشعارات التغيير التي أطلقتها الأحزاب الوطنية الصادقة والمرجعيات الدينية ولعل وعسى، وخاضوا الانتخابات ولم يكن في ذهن أغلبهم أن هناك أصواتاً فضائية وهمية بحجم التي أعلنت. ففي وزارة الدفاع والداخلية، أعلن عن 125ألف صوت، ناهيك عن بقية المؤسسات الأمنية والوزارات الأخرى. بربكم كم برلماني فضائي صعد إلى البرلمان بهذه الأصوات؟ سواء بثمن هذه الأصوات التي وظفت في الحملة الانتخابية، أو بالأسماء التي سجلت لقاء راتب زهيد يقتطع من الراتب الضخم الذي يسرق من الدولة بأسمائهم من دون تقديم أي عمل. ربما وجد العراقيون بعد هذه الفضائح الإجابة الواضحة على أسباب فوز هذا وذاك من الاشخاص المجهولين الذين رشحوا في مدن غير مدنهم، حيث لا أحد يعرف عنهم شيئا سوى أنهم من أسر المتنفذين في الدولة. بينما خسر أعلام من أبناء المدن المعروفين والذين حصلوا على أصوات تفوق أصوات هؤلاء " الفائزين" ليس فقط في القوائم المدنية التي تنشد التغيير الحقيقي، بل حتى في القوائم المحسوبة على الحكومة أو التي تدور في فلكها، ممن استُخدموا سلما لصعود غيرهم من الفضائيين الفاشلين.
دعوة للسيد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي لفتح هذا الملف الخطر الذي يعد المنبع الأول بين منابع الفساد الكثيرة، والشعب كله سيكون معه، مباركا، وداعما،ومدافعا، كما فعل مع خطواته الصحيحة والجريئة...